مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 430
نمايش فراداده

«432»

و «أحياء العلوم» للإمام الغزاليّالمتوفّى عام (505 هـ) وهوكتاب فريد في بابهلم يؤلّف مثله وإن كان فيه بعض الهناتو«جامع السعادات» للعلاّمة النراقيّالمتوفّى عام (1209هـ) إلى غير ذلك منالمؤلّفات الأخلاقيّة.

وفي الختام نشير إلى نكتة هامّة وهي أنّهيتحتّم على علماء الأخلاق المسلمين إخراجالأخلاق الإسلاميّة في ثوب عصريّ حديثيتمشّى مع الحاجات والمشكلات العصريّةالراهنة في الشباب وغيرهم.

كما يتحتّم عليهم أن يستفيدوا في تهذيباجتماع المجتمع من جميع الوسائلوالأساليب التربويّة والعلوم الحديثة.

مسؤوليّة التعليم

تحتلّ مسألة التعليم بعد التربية مكانةمرموقة وحسّاسة في برامج ومسؤوليّاتالحكومة الإسلاميّة، لا تقل أهمّية عنالمسائل الاُخرى.

وبما أنّ البحث في هذا المجال واسع النطاقمترامي الأطراف، لا يسع لنا التعمّق فيه،في هذه العجالة من الوقت، لهذا نكتفي هنابالإشارة والتلميح إلى بعض الخطوط في هذاالمجال، تاركين تفاصيلها للكتب المفصّلةالمخصّصة لبيان هذا الجانب المهمّ منجوانب الإسلام الحنيف.

لقد دعا (الإسلام) الاُمّة الإسلاميّةدعوة أكيدةوشديدة إلى تحصيل العلمواكتسابه بكلّ وسيلة ممكنة، ومهما كلّفذلك من الثمن، وتطلّب من الجهد، قالالإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليهالسلام): «لو يعلم الناس ما في طلب العلملطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللّجج»(1).

وينطلق هذا الموقف من اهتمام الإسلامبالعلم والمعرفة، فللعلم والمعرفة مكانةعظيمة في هذا الدين تتجلّى في خلال ما جاءحولها من الآيات والنصوص الحديثيّة، وما

1- بحار الأنوار 1: 185.