مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 464
نمايش فراداده

«466»

كنائسهم وبيعهم، ولا يدخلُ شيء من مالكنائسهم في بناء مسجد ولا في منازلالمُسلمين فمن فعل شيئاً من ذلك فقد نكثعهد اللّه، وخالف رسُولهُ، ولا يحملُ علىالرّهبان والأساقفة، ولا من يتعبّد جزيةًولا غرامةً، وأنا أحفظُ ذمّتهم أينماكانُوا من برّ أو بحر، في المشرق والمغربوالشّمال والجنُوب. وهُم في ذمّتي وميثاقيوأماني من كُلّ مكرُوه.

وكذلك من ينفرد بالعبادة في الجبالوالمواضع المُباركة، لا يلزمُهُم مايزرعُوهُ، لا خراج ولا عُشر، ولايُشاطرُونهُ لكونه برسم أفواههم،ويُعانُوا عند إدراك الغُلّة بإطلاق قدحواحد، من كلّ أردب برسم أفواههم، ولايُلزمُوا بخرُوج في حرب ولا قيام بجزيةولا من أصحاب الخراج، وذوي الأموالوالعقارات والتّجارات ممّا أكثر [من] اثنيعشر درهم بالحُجّة في كُلّ عام، ولايُكلّفُ أحداً منهُم شططاً، ولايُجادلُوا إلاّ بالتي هي أحسنُ، ويُخفضُلهُم جناحُ الرّحمة ويُكفّ عنهُم أدبُالمكرُوه حيثُما كانُوا وحيثُما حلّوا.

وإن صارت النصّرانيّةُ عند المُسلمينفعليه برضاها، وتمكينها من الصّلوات فيبيعها، ولا يُحيلُ بينها وبين هوى دينها.

ومن خالف عهد اللّه، واعتمد بالضدّ منذلك، فقد عصى ميثاقهُ ورسُولهُ ويُعانُواعلى مرمّة بيعهم ومواضعهم، ويُكونُ ذلكمعونةً لهُم على دينهم ومعا [وفاء] لهُمبالعهد، ولا يُلزمُ أحد منهُم بنقلالسّلاح، بل المُسلمين يذبّون عنهُم ولايُخالفُوا هذا العهد أبداً إلى حين تقُومُالساعة وتنقضي الدّنيا.

وشهد بهذا العهد الّذي كتبهُ مُحمّد بنُعبد اللّه رسُول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم لجميع النّصارى والوفاء بجميعما شرط لهُم عليه عليّ بنُ أبي طالب و...) (1).

إنّ أبرز ما يتجلّى للقارىء في هذا العهدالنبويّ للنصارى اُمور:

1ـ مدى الحريّة العقائديّة المعطاة منجانب الإسلام للأقلّيات الدينيّة.

1- مجموعة الوثائق السياسيّة: 373، كما عنأحمد زكي باشا، رسالة صورة العهد النبويّةالطوريّة عن خطية دار الكتب المصريّة رقم814 كما في مكاتيب الرسول 2: 635.