مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 2 -صفحه : 624/ 509
نمايش فراداده

«511»

هذا ولعلّ من أبرز ما يدلّ على عنايةالإسلام بالصحّة العامّة هو حثّه البالغعلى الزواج لأنّ الزواج لو تحقّق بصورةسليمة تكفّل شطراً كبيراً من سلامة الفردوالجماعة. إذ الزواج علاج طبيعيّ مفيدلكثير من المفاسد الخلقيّة والصحيّة التيتصيب المجتمع كما أنّه علاج ناجع لكثير منالآدواء التي قد تصيب الأفراد نتيجةالحيادة العزوبيّة وما تتركه هذه الحالةمن الآثار السيّئة على الصحّة.

الزواج والصحّة

لقد أصبحت قضيّة الزواج وبعدها الصحيّالآن علماً مستقلاً من علوم الصحّة ألّفتحوله الكثير من الدراسات، فيما كانت هذهالمسألة موضع اهتمام الدين الإسلاميّ منذأربعة عشر قرناً.. حيث أتى فيها باُمور سبقبها جميع الكشوف والتوصيات التي توصّلإليها العلم الحديث مؤخّراً.

فهو مثلاً حرّم الزواج بطائفة من النساءمن المحارم إذ قال سبحانه:

(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ اُمَّهَاتُكُمْوَبَنَاتُكُمْ وَأََخَواتُكُمْوَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْوَبَنَاتُ الاَْخِ وَبنَاتُ الاُْخْتِوَاُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِيأرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَالرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْوَرَبَائِبُكُم الَّلاتِي فِيحُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاَّتِيدَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْتَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَجُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُأَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْأَصْلاَبِكُمْ وَأنْ تَجْمَعُواْ بَيْنَالأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورَاًرَحِيمَاً)(النساء: 23).

وهذا يعني أنّ الإسلام حرّم التزوّج بسبعطوائف من النساء المنتمين إلى الشخصبالنسب وهنّ التي ذكرتهنّ الآيةالسابقة(1).

وقد توصّل العلم الحديث أخيراً إلى عللهذا التحريم، كما أنّ الشريعة الإسلاميّةانفردت من بين الشرائع القائمة بجعلالرضاع سبباً من أسباب التحريم، وذلك لأنّالمرضعة التي ترضع الولد إنّما تغذيه بجزءمن جسمها فتدخل أجزاؤها في

1- نعم لا تختصّ الحرمة بمن ذكرن في الآية.