مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 5 -صفحه : 311/ 111
نمايش فراداده

للنفس غير عمل السوء، فالاَوّل موجب لحطالنفس عن مكانتها ولا يستلزم تجاوزاً عنحدود الله، بخلاف عمل السوء فإنّه تجاوزعلى حدوده، وبذلك يعلم أنّ المراد من قولهسبحانه: (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِالشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَالظَّالِمِينَ) (1) هو الظلم للنفسالمستلزم لحط النفس عن مكانتها، في مقابلعمل السوء المستلزم للتجاوز على حدودهسبحانه.

6. ما المراد من قوله: (فتاب عليه)؟

(التوبة) بمعنى الرجوع، فإذا نسبت إلىالله تتعدى بكلمة "على" قال سبحانه: (لَقَدْتَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيّوَالمُهَاجِرِينَ وَ الا ََنْصَارِالّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِالْعُسْرَةِ) (2)، أي رجع عليهم بالرحمة.

وإذا نسبت إلى العبد تتعدى بكلمة "إلى" قالسبحانه: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْفَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ). (3) وقالسبحانه: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِوَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌرَحِيمٌ) (4).

فإذا كانت التوبة بمعنى الرجوع، فعندماتعدت بـ "على" يكون معنى قوله: (فَتَابَعَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ) (5) انّ الله رجع عليه بالرحمة،فالتوبة في هذه الجملة توبة من الله علىالعبد لا من العبد إلى الله، ومعنىالاَوّل هو رجوعه سبحانه على العبد باللطفوالمرحمة.

1. البقرة: 35.

2. التوبة: 117.

3. البقرة: 54.

4. المائدة: 74.

5. البقرة: 37.