بقيادة جعفر الطيار أرض الحبشة وهو يحضهعلى حسن الجوار:
2. نحن نفترض الكلام في غير أبي طالب، فإذاأردنا الوقوف على نفسية فرد من الاَفرادوالعلم بما يكنّه من الاِيمان أو الكفر،فما هو الطريق إلى كشفها؟ فهل الطريق إليهإلاّ كلامه وقوله، أو ما يقوم به من عمل،أو ما يروي عنه مصاحبوه ومعاشروه، فلوكانت هذه هي المقاييس الصحيحة للتعرف علىالنفسية، فكلّها تشهد بإيمانه القويموتوحيده الخالص، فإنّ فيما أثر عنه من نظمونثر، أو نقل من عمل بار، وسعي مشكور فينصرة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)وحفظه، والدعوة لرسالته وما روى عنهمصاحبوه ومعاشروه ـ فإنّ في هذه ـ لدلالةواضحة على إيمانه بالله ورسالة ابن أخيهوتفانيه في سبيل استقرارها.
كيف، وهو يقول في أمر الصحيفة التي كتبهاصناديد قريش في سبيل ضرب الحصار الاقتصاديعلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)وبني هاشم وبني المطلب:
ففي هذه الاَبيات التي تزهر بنورالتوحيد، وتتلألاَ بالاِيمان بالدينالحنيف دلالة واضحة على إيمانه بالرسالاتالاِلهية عامة، ورسالة ابن أخيه (صلّىالله عليه وآله وسلّم) خاصة، وكم وكم له منقصائد رائعة يطفح من ثناياها الاِيمانالخالص، والاِسلام
1. مستدرك الحاكم: 2|623 ـ 624. 2. السيرة النبوية: 1|352، وذكر من القصيدة 15بيتاً.