مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 5 -صفحه : 311/ 281
نمايش فراداده

الضلالة في الآية مأخوذة من "ضل الشيء إذاخفي وغاب عن الاَعين" قال سبحانه: (أَءِذَاضَلَلْنَا فِي الاَرْضِ أَءِنَّا لَفِيخَلْقٍ جَدِيدٍ) (1)، فالاِنسان الضال هوالاِنسان المخفي ذكره، المنسي اسمه، لايعرفه إلاّ القليل من الناس، ولا يهتديكثير منهم إليه، ولو كان هذا هو المقصود،يكون معناه أنّه سبحانه رفع ذكره وعرفهبين الناس عندما كان خاملاً ذكره منسياًاسمه، ويوَيد هذا الاحتمال قوله سبحانه فيسورة الانشراح التي نزلت لتحليل ما ورد فيسورة الضحى قائلاً: (أَلَمْ نَشْـرَحْلَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَوِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (2) فرفع ذكرهفي العالم، عبارة عن هداية الناس إليهورفع الحواجز بينه وبين الناس، وعلى هذافالمقصود من "الهداية" هو هداية الناس إليهلا هدايته، فكأنّه قال: فوجدك ضالاً،خاملاً ذكرك، باهتاً اسمك، فهدى الناسإليك، وسيّـر ذكرك في البلاد.

وإلى ذلك يشير الاِمام الرضا (عليهالسلام) على ما في خبر ابن الجهم ـ بقوله:"قال الله عزّ وجلّ لنبيّه محمد (صلّى اللهعليه وآله وسلّم): " (أَلم يجدك يتيماً فآوى)يقول: (ألم يجدك) وحيداً (فآوى) إليك الناس(ووجدك ضالاً) يعني عند قومك (فهدى) أيهداهم إلى معرفتك". (3)

هذه هي المحتملات المعقولة في الآية ولايدل واحد منها على ما تتبنّاه المخطّئةوإن كان الاَظهر هو الاَوّل.

ويعجبني في المقام ما ذكره الشيخ محمدعبده في "رسالة التوحيد" فقال:

1. السجدة: 10.

2. الانشراح: 1 ـ 4.

3. البحار: 16|142.