مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 120
نمايش فراداده

وهذه الثلّة القليلة الّتي تشرّفتباعتناق الإسلام، هم الذين يعبّر عنهمالقرآن الكريم بقوله: (والسّابِقُونَالسّابِقُونَ اُوْلئِكَ المُقَرّبُونَ)(الواقعة/10و11)

فكان النبي الأ كرم يعرض دعوته على منيتفرّس فيه علائم قبول الإسلام ولذلك لمّاهبط من غار حراء عرضه على زوجته خديجة وابنعمّه علي، وقد تمكّن الإسلام بذلك في قلوبعدّة سجّلت أسماؤهم في التاريخ(1) مثل زيدبن حارثة وعثمان بن مظعون وقدامة بن مظعونوغيرهم. يقول ابن هشام في تفسير قوله:(وَاَمّابِنعِمَةِ رَبّكَ فَحَدّث) أي بماجاءك من اللّه من نعمته وكرامته، منالنبوّة فحدّث أي اذكرها، فادع إليها،فجعل رسول اللّه يذكر ما أنعم اللّه بهعليه وعلى العباد به من النبوّة سرّاً إلىمن يطمئنّ إليه من أهله(2).

وليس في الذكر الحكيم آية تكشف عن أحداثهذه المرحلة غير ما ذكرنا من الآيتين، فمنأراد التفصيل فيجب عليه أن يرجع إلى كتبالسيرة النبويّة، ولنكتف ببعض ما جاء فيالمقام.

1 ـ روى ابن هشام عن ابن إسحاق أنّه ذكر بعضأهل العلم: إنّ رسول اللّه كان إذا حضرتالصلاة خرج إلى شعاب مكّة وخرج معه علي بنأبي طالب مستخفياً من أبيه ومن جميعأعمامه وسائر قومه فإذا أمسيا رجعا ومكثاكذلك ما شاء اللّه أن يمكثا.... ثم أسلم زيدبن حارثة وكان أوّل ذكر أسلم وصلّى بعد عليبن أبي طالب(3).

2 ـ روى الطبري عن جابر قال: بعث النبي يومالاثنين وصلّى علي يوم الثلاثاء، وروي عنزيد بن أرقم قال: أوّل من أسلم مع رسولاللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علي بنأبي طالب، ويقول علي: أنا عبد اللّه وأخورسوله أنا الصّدّيق الأكبر

1. السيرة النبوية ج1 ص 247ـ262.

2. السيرة النبويّة ج1 ص243.

3. السيرة النبويّة ج1 ص246.