(وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِعَلَى حَيَاة وَ مِنَ الَّذِينَأَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْيُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَة وَ مَا هُوَبِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أَنْيُعَمَّر وَ اللّه بَصِيرٌ بِمَايَعْمَلُونَ) (البقرة/96).
إنّ التوحيد في العبادة هو الأصل المشتركالذي قام عليه صرح الشرائع السماوية، و منالعجب إنّ أهل الكتاب الذي يضفون علىأنفسهم أنّهم من أنصار لواء التوحيد،قدإنحرفوا عن هذا الأصل الأصيل، فعاديتّخذ بعضهم بعضاً أرباباً من دون اللّه،فجاء الوحي يدعوهم إلى العودة إلى هذاالأصل، و الإنضواء تحت رايته الخفّاقة،قال سبحانه:
(قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَواإِلَى كَلِمَة سَواء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّاللّهَ وَلاَنُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَيَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاًأَرْباباً مِنْ دُونِ اللّهِ فإنْتَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوابِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران/64).
و لأجل إيقاف القارئ على نماذج من إنحرافاليهودو النصارى عن هذا الأصل المشترك علىأبعاده المختلفة(التوحيد في العبادة ـالتوحيد في الربوبية...) نذكر بعض عقائدهمالخرافية حسبما ورد في القرآن الكريم.
و قد تمخّض الانحراف عن أصل التوحيد، وبلغ الذروة حيث إتّخذوا للّه ابناً باسمعزير و المسيح و هم يضاهئون بذلك قولالكافرين، و إليه الإشارة في قوله عزّ وجلّ: (وَ قَالَتْ اليَهُودُ عُزَيْزٌابْنُ اللّهِ وَ قَالَتِ النَّصَارَىالمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذِلِكَقَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْيُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوامِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّىيُؤْفَكُونَ) (التوية/30).