مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 236
نمايش فراداده

المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَ قَالَالمَسِيحُ يَا بَنِى إِسْرَائِيلَاعْبُدُوا اللّهَ رَبِّى وَ رَبَّكُمْإِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِفَقَدْحَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِالجَنَّةَ وَ مَأْوَاهُ النَّارُ وَ مَالِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار)(المائدة/72).

فالآية تعرب عن أنّ المسيح عند طائفة منهمهو الرّب الخالق، و بعبارة اُخرى: إنّاللّه إتّحد بالمسيح إتّحاد الذات، فصاراشيئاً واحداً و صار الناسوت لاهوتاً(1).

و الذين يقولون من النصارى: إنّ اللّه هوالمسيح ابن مريم هم اليعقوبية، واللائقبهذا القول هو إنكار التثليث، و لكنّلايخلوا مذهب من مذاهب النصارى منه، و قدردّ القرآن على ذلك الزعم بما نقله عنالمسيح بأنّه قال: (يَا بَنِىإِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا رَبِّى وَرَبَّكُمْ...) فهو يدّل على أنّه عبد مثلهمكما أنّ قوله: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكُبِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِالجَنَّةَ) يدلّ على أنّ من يجعل للّهشريكاً في اُلوهيّته، فهو مشرك كافر،محرّم عليه الجنّة. و في هذا القول مزيدعناية بإبطال ما ينسبونه إلى المسيح منحديث التفدية و أنّه (عليه السلام)باختياره الصلب فدّى بنفسه عنهم، فهممغفور لهم، مرفوع عنهم التكاليف الإلهية،و مصيرهم إلى الجنة ولايمسّون ناراً.

كيف يقولون ذلك مع أنّه (عليه السلام) كانيقول: (مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْحَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَ مَالِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار) (2).

ب ـ اللّه ثالث ثلاثة أو الثالوث المقدّس:

و كان هناك قسم آخر من الإنحراف عن خطالتوحيد يتجسّد في القول بأنّ اللّه ثالثثلاثة كما يحكيه قوله سبحانه:

(لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّاللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَة وَ مَا مِنْ إِلهإِلاَّ إِلهٌ وَاحِدٌ وَ إِنْ لَمْيَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَلَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوامِنْهُمُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة/73) والقائل بهذه

1. مجمع البيان: ج2 ص228.

2. التبيان: ج3 ص587.