على رأسها و أهمّها القضاء على الإسلام وإبعاده عن المجتمع و الحياة، و لأجل ذلكنرى أنّ البابا قام مؤخّراً بزيارةالكنيست اليهودي في روما و أعلن خلالزيارته له براءة اليهود من دم المسيح منأجل توحيد الصف و دعم الجهود الكفيلةبالقضاء على المسلمين و دينهم، و لاكنّهمفي الواقع و الحقيقة لازالوا يكنوّن نفسالعداء التاريخي المتأصّل في نفوسهم.
روي أنّ نفراً من اليهود أتوا رسول اللّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فسألوه عمّنيؤمن به من الرّسل؟ فقال: اُؤمن باللّه،فعند ذاك جحدوا نبوّة المسيح و قالوا واللّه مانعلم أهل دين قطّ أخطأ في الدّنياو الآخرة منكم و لاديناً شرّاً من دينكم،فأنزلاللّه: (قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِهَلْ تنقمون مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّابِاللّهِ وَ مَا أَنْزَلَ إِلَيْنَا وَمَا أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّأَكْثَرَكُمْ فَاسَقُونَ) (المائدة/59) (1).
إنّ العصبية العمياء ربّما تبلغ بالإنسانحدّاً ينكر ما كان يدين به هو وقومه طيلةقرون إنصرمت، فهؤلاء اليهود المعاصرونكانوا يفتخرون و يتمجّدون بدين التوحيد،وأنّهم ضحّوا في سبيله نفسهم و نفيسهم، ولكنّهم لمّا رأوا أنّ النبيّ الأكرم يدعوإلى هذا المبدأ، و يتّخد منه الحجر الأساسلدعوته، عادوا ينكرونه و يروّجون الشركتشفّياً لغيظهم و حنقهم.
أتى رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) جماعة من اليهود فقالوا له: يامحمدأما تعلم مع اللّه إله غيره؟ فقال رسولاللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «اللّهلا إله إلاّ هو بذلك بعثت و إلى ذلكأدعوا»، فأنزل اللّه فيهم و في قولهم:(قُلْ أَيُّ شَيْء أَكْبَرُ شَهَادَةًقُلِ اللّهُ شَهِيدٌ بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ وَ أُوحِىَ إِلَىَّ هَذَاالقُرْآنُ لاُِنْذِرَكُمْ بِهِ وَ مَنْبَلَغَ ءَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّمَعَ اللّهِ آلِهَة اُخُرَى قُلْ لاَأَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌوَاحِدٌ وَ إِنَّنِى
1. السيرة الحلبية: ج1 ص567، مجمع البيان: ج3ص329 (طبع بيروت).