مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 28
نمايش فراداده

العرب فيعبدوه، فاستصحب معه إلى مكّةصنماً باسم «هبل» ووضعه على سطح الكعبةالمشرّفة ودعى الناس إلى عبادتها»(1).

وأمّا الشرك في العبادة: فقد كان يعمّهمقاطبة إلاّ أُناساً لا يتجاوز عددهم عنعدد الأصابع، فالأغلبيّة الساحقة كانوايعبدون الأصنام مكان عبادته سبحانهزاعمين أنّ عبادتهم تقرّبهم إلى اللّه،قال سبحانه:

(والَّذينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِاَوليَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إلاّلِيُقَرِّبونَا اِلى اللّهِِ زُلفى اِنَّ اللّهَ يَحُكمُ بَيْنَهُمْ فِيمَاهُمْ فيهِ يَختلِفُونَ) (الزمر/3).

والقرآن شدّد النكير على فكرة الشرك أكثرمن كل شيء، وفنّدها بأساليب علميّةوعقليّة، ولقد صوّر واقع الشرك ووضعالمشرك ببعض التشبيهات البليغة التي تقعفي النفوس بأحسن الوجوه قال سبحانه:

(مثَلُ الَّذينَ اتَّخذُوا منْ دُونِاللّهِ اَولياَء كَمثَلِ الَعنكَبُوتِاتَّخذَتْ بيْتاً واِنَّ أَوْهَنَالبُيُوتِ لَبَيْتُ العَنْكبوتِ لوْكانُوا يَعلمُونَ) (العنكبوت/41).

وقال تعالى:

(ومَنْ يُشرِكْ باللّهِ فَكَأنَّما خَرَّمنَ السَّماءِ فَتَخْطفُهُ الطَّيرُ اَوْتَهْوِى بهِ الرِّيحُ في مَكان سَحيق)(الحجّ/31).

فالمعتمد على الحجر، والخشب الذي لايبصر، ولا يسمع، ولا ينفع، ولايضرّ،كالمعتمد على بيت العنكبوت الذي تخرقهقطرة ماء، وتحرقه شعلة نار وتكسحه هبّةريح.

2 ـ إنكار الحياة بعد الموت

الإعتقاد بالحياة بعد الموت هو الرصيدالكامل للتديّن، وتطبيق العمل علىالشريعة، ولكن العرب كانت تنزعج من نداءالدعوة إلى الإيمان بها، لأنّ الإيمان

1. السيرة النبويّة لابن هشام ج1 ص79.