مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 276
نمايش فراداده

الأسقف الأعظم(1).

فجاءوا إلى النبي حتّى دخلوا على رسولاللّه وقت العصر، فدخلوا المسجد وعليهمثياب الحبرات(2) و أردية الحرير مختمينبخواتيم الذهب و أظهروا الصليب و أتوارسول اللّه فسلّموا عليه، فلم يرد عليهمالسلام و لم يكلّمهم، فانطلقو يبتغونعثمان بن عفّان و عبد الرحمن بن عوف و كانلهما معرفة بهم فوجدوهما في مجلس منالمهاجرين، فقالوا: إنّ نبيّكم كتب إلينابكتاب فأقبلنا مجيبين له، فأتيناهوسلّمنا عليه فلم يردّ سلامنا و لميكلّمنا. فما الرأي؟

فقالا لعلي بن أبي طالب: ما ترى يا أباالحسن في هؤلاء القوم؟ قال: أرى أن يضعواحللهم هذه، و خواتيمهم ثمّ يعودون إليه،ففعلوا ذلك، فسلّموا فردّ عليهم سلامهم،ثمّ قال: و الذي بعثني بالحق لقد آتيتمونيالمرّة الاُولى و إنّ إبليس لمعكم(3).

و كانوا قد آتوا معهم بهديّة و هي بسط إلىالنبيّ فيها تماثيل و مسوح، فصار الناسينظرون للتماثيل، فقال: أمّا هذه البسطفلاحاجة لي فيها، و أمّا هذه المسوح فإنتعطونيها آخذها، فقالوا: نعم نعطيكها، ولمّا رأى فقراء المسلمين ما عليه هؤلاء منالزينة و الزيّ الحسن، تشوّقت نفوسهم،فنزل قوله سبحانه:

(قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْر مِنْذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوا عِنْدرَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِنْتَحْتِهَا الاَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهاوَ أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ رِضْوَانٌمِنَ اللّهِ وَ اللّهُ بَصِيرٌبِالعِبَادِ) (آلعمران/15).

ثمّ أرادوا أن يصلّوا بالمسجد بعد أن حانتوقت صلاتهم، و ذلك بعد العصر فأراد الناسمعهم، فقال النبي: دعوهم، فاستقبلواالمشرق فصلّوا صلاتهم فلمّاقضوا صلاتهمناظروه.

1. دلائل النبوّة ج5 ص386، الدر المنثور ج2ص38، و تاريخ اليعقوبي ج2 ص66.

2. ثوب من ثياب اليمن.

3. السيرة الحلبية ج3 ص239.