هذا الجالس(1) علينا و على قومه... فتعالوانصدّقه و نؤمن به، فنأمن على دمائنا وأبنائنا و نساءنا و أموالنا فنكون بمنزلةمن معه، قالوا لانكون تبعاً لغيرنا. نحنأهل الكتاب و النبوّة، فجعل كعب يردّعليهم الكلام بالنصيحة لهم. قالوا:لانفارق التوراة و لاندع ما كنا عليه منأمر موسى.
إذا كنتم كارهين للإيمان بمحمّد (صلّىالله عليه وآله وسلّم) فهلمّوا نقتلأبناءنا و نساءنا ثمّ نخرج و في أيديناالسيوف إلى محمّد و أصحابه، فإن قتلناقتلنا، و ماوراءنا أمر نهتم به، و إن ظهرنالنتّخذن النساء و الأبناء.
فصاح حيّي بن أخطب و قال: ما ذنب هؤلاءالمساكين؟ و قالت رؤساء اليهود: ما فيالعيش خير بعد هؤلاء.
إنّ محمّداً و أصحابه آمنين لنا فيها أننقاتله، فنخرج فلعلّنا أن نصيب منه غرّةقالوا نفسد سبتنا و قد عرفت ما أصابنا فيه.قال حيّي: قد دعوتك إلى هذا و قريش وغطفانحضور فأبيت أن تكسر السبت فإن أطاعتنياليهود فعلوا. فصاحت اليهود: لانكسر السبت.قال نبّاش بن قيس و كيف نصيب منهم غرّة وأنت ترى أنّ أمرهم كل يوم يشتدّ كانوا أوّلما يحاصروننا إنّما يقاتلون بالنّهار ويرجعون بالليل، فهم الآن يبيتون الليل ويظلّون النهار، فأي غرّة نصيب منهم؟ هيملحمة و بلاء كتب علينا، فاختلفوا و سقط فيأيديهم و ندموا على ما صنعوا ورقّوا علىالنساء و الصبيان و كنّ يبكين.
وعندئذ قال ثعلبة وأسيد إبنا سعيّد وأسدبن عبيد عمّهم: يا معشر بني قريظة!
و اللّه إنّكم لتعلمون أنّه رسول اللّه، وأنّ صفته عندنا. حدّثنا بها علماؤنا
1. يعني حيّي بن أخطب وقد وفى بعهده، بعدتفرّق الأحزاب، فدخل حصن بني قريظة ليشتركمعهم في المصير.