وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً).
إنّ المنافقين ومن في قلبه مرض منالمسلمين، ما عرفوا الله حقّ قدره،وماعرفوا أسماءه وصفاته، وإنّه عالم بكلشيء، ما تكنّه صدورهم وتضمره قلوبهموتوحيه نفوسهم، فكيف كلامهم وأعمالهمالعلنية فقد كانوا يعيقون غيرهم من جنودالمسلمين عن الجهاد مع رسول الله (صلّىالله عليه وآله وسلّم) ويثبطونهمويشغلونهم ليعرضوا عن نصرته وينصرفوا عنالقتال، وكانت اليهود تساندهم في هذاالأمر ويقولون مع نظرائهم من المنافقين:لا تحاربوا وخلّوا محمداً فإنّا نخافعليكم الهلاك، ولأجل ذلك ما كانوا يحضرونالقتال إلاّ رياءً أو سمعة قدر مايوهمونأنّهم مع المسلمين ولكنّهم كانوا كارهينلكون قلوبهم مع المشركين، وإليه يشير قولهسبحانه:
(قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقِينَمِنْكُمْ وَالقَائِلِينَلاِِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ اِلَيْنَاوَلاَيَاْتُونَ البَأْسَ اِلاَّ قَلِيلاً)(الأحزاب/18).
عجيب أمر هؤلاء ومن حذى حذوهم:
فهم حين البأس جبناء، تدور أعينهم فيرؤوسهم وجلاً وخوفاً، كدوران عين الذي قربمن الموت وغشيته أسبابه، فعند ذاك يعذّبلبّه ويشخص بصره فلايتحرّك طرفه.
وحين إقتسام الغنيمة أشحّاء إذا ظفر بهاالمؤمنون لا يريدون أن يفوتهم شيء ممّاوصل إلى أيديهم، وكان الشاعر يشير إليهم: