مفاهیم القرآن

جعفر سبحانی تبریزی

جلد 7 -صفحه : 569/ 499
نمايش فراداده

و لهذا يرى الإسلام محاربة هذا الوباءالفكري، و اقتلاعه من الجذور.

و من هنا أقدم الرسول الأكرم (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) عند فتحه «مكّة» على كسرالأصنام الموضوعة في البيت الحرام، و أمركل صاحب وثن أن يحطّم وثنه، و كان (صلّىالله عليه وآله وسلّم) يفعل ذلك كلّما فتحمنطقة من مناطق الجزيرة(1).

نعم صحيح انّ للتبليغ و الدعوة أثراًلاينكر في إيقاظ الأفكار، و فكّها منأسارها، بيد أنّه أثر محدود لايعرفه إلاّالزمر الواعية، المثقّفة، القادرة علىإستيعاب التوجيهات و المواعظ.

و لأجل ذلك يجب على إمام المسلمين قبلنشوب الحرب بين المسلمين وأعدائهم أن يدعوالكفّار و الأعداء إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، ويبالغ في إيقاظهم وتوعيتهم و دعوتهم و إتمام الحجّة عليهم.

قال صاحب شرائع الإسلام:

«و لايبدؤن إلاّ بعد الدعاء إلى محاسنالإسلام و يكون الداعي الإمام أو مننصّبه»(2).

و قد دلّت على ذلك من السنّة رواياتمتضافرة منها ما ورد عن السكوني عن أبي عبداللّه الصادق (عليه السلام): قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام):

بعثني رسول اللّه (صلّى الله عليه وآلهوسلّم) إلى اليمن فقال: يا علي لاتقاتلنّأحداً حتّى تدعوه إلى الإسلام، واللّه لئنيهدينّ اللّه على يديك رجلاً خير لك ممّاطلعت عليه الشمس و غربت، و لك ولاؤه ياعلي»(3).

و عن علي (عليه السلام) أنّه قال:

1. سيرة ابن هشام ج2 ص143.

2. شرائع الإسلام، كتاب الجهاد، الركنالثاني.

3. مستدرك الوسائل ج11 الباب9 من أبواب جهادالعدو الحديث 1.