الحوادث حسب التسلسل التاريخي على ضوء مانستفيده من القرآن الكريم ونستوحيه منخلال آياته; نذكر حادثة نزول الوحي عليهوتكليله بوسام النبوّة التي هي من هباتاللّه تعالى الجسيمة يمنحها لمن يشاء منعباده (اللّهُ اَعَلم حَيْثُ يَجْعلرسالته).
الوحي في اللّغة هو الإلقاء في خفاء. نصّعلى ذلك ابنفارس في المقاييس، ثم إنّأئمّة اللّغة وإن ذكروا للوحي معان مختلفةلكن الجميع يرجع إلى أصل واحد وهو تعليمالغير بخفاء، قال ابن منظور: الوحي:الإشارة، والكتابة، والرسالة، والإلهاموالكلام الخفي وكل ما ألقيته إلى غيركيقال وحيت إليه الكلام، والمستفاد منكلماتهم: إنّ الوحي هو الإعلام بخفاءبطريق من الطرق والعنصر المقوّم لمعنىالوحي هو الخفاء، وأمّا غيره كالسرعة علىما في مفردات الراغب فليس بمقوّم لمعنىالوحي كما أَنّ الإشارة و الكتابة والإلهام إلى القلب كلّها من طرق الوحي ووسائله.
و قد أُستعمل الوحي في القرآن الكريم فيموارد مختلفة كلّها مصاديق و موارد لهذاالمعنى الجامع و إن شئت قلت من قبيل تطبيقالمعنى الكلّي على مصاديقه المختلفةالمتنوّعة، و إليك البيان:
قال سبحانه: (ثُمَّ اسْتَوَى اِلَىالسَّمَاءِ وَ هِىَ دُخَانٌ فَقَالَلَهَا وَ لِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاًاَوْ كَرْهاً قَالَتَا اَتَيْنَاطَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَسَمَوَات فِى يَوْمَيْنِ وَ أَوْحَى فِىكُلِّ