منكم إثنى عشر نقيبا ليكونوا على قومهم بما فيهم. فأخرجوا منهم إثنى عشر نقيبا تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس وهم:
1- أبوأمامة أسعد بن زرارة الخزرجي.
2- سعد بن الربيع بن عمرو الخزرجي.
3- عبدالله بن رواحة بن امرؤ القيس الخزرجي.
4- رافع بن مالك بن العجلان الخزرجي.
5- البراء بن معرور بن صخر الخزرجي.
6- عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي.
7- عبادة بن الصامت بن قبس الخزرجي.
8- سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي.
9- المنذر بن عمرو بن خنيس الخزرجي.
10- أسيد بن حضير بن سماك الاوسي.
11- سعد بن خيثمة بن الحرث الاوسي.
12- رفاعة بن عبدالمنذر بن زنبر الاوسي. وقد يعد بمكانه أبوالهيثم ابن التهيان.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء: أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم وأنا كفيل على قومي: يعني المسلمين. قالوا: نعم.
قال العباس بن عبادة بن نضلة الانصاري: يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟ قالوا: نعم. قال: إنكم تبايعونه على حرب الاحمر والاسود من الناس، فان كنتم ترون انكم إذا نهكت أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتل استلمتموه؟ فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الاموال وقتل الاشراف فهو والله خير الدنيا والآخرة. قالوا فانا نأخذ على مصيبة الاموال قتل الاشراف، فمالنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا؟ قال: الجنة. قالوا: ابسط يدك فبسط يده فبايعوه.
فقال له العباس بن عبادة: والله الذي بعثك بالحق إن شئت لنميلن على أهل
منى غدا بأسيافنا؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم نؤمر بذلك ولذلك ولكن ارجعوا إلى رحالكم. فرجعوا إلى مضاجعهم. فلما قدموا المدينة أظهروا الاسلام بها وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك. وكان أهل بيعة العقبة الآخرة ثلاثة وسبعين رجلا و امرأتين وهم:
اسيد بن حضير النقيب، أبوالهيثم بن التيهان النقيب، سلمة بن سلامة الاشهلي، ظهير بن رافع الخزرجي، أبوبردة بن نيار بن عمرو، نهير بن الهيثم الحارثي،سعد بن خيثمة النقيب، رفاعة بن عبدالمنذر النقيب، عبدالله بن جبيربن النعمان معن بن عدي بن الجلد، عويم بن ساعدة الاوسي، أبوأيوب خالد الانصاري، معاذ بن الحارث الانصاري، أسعد بن زرارة النقيب، سهيل بن عتيك النجاري، أوس بن ثابت الخزرجي، أبوطلحة زيد بن سهل، قيس بن أبي صعصعة النجاري، عمرو بن غزية الخزرجي، سعد بن الربيع النقيب، خارجة بن زيد الخزرجي، عبدالله بن رواحة النقيب، بشير بن سعد الخزرجي، خلاد بن سويد الخزرجي، عقبة بن عمرو الخزرجي، زياد بن لبيد الخزرجي، فروة بن عمرو الخزرجي، خالد بن قيس الخزرجي، رافع بن مالك النقيب، ذكوان بن عبد قيس الخزرجي، عبادة بن قيس الخزرجي، الحارث بن قيس الخزرجي، البراء بن معرور النقيب، بشر بن البراء الخزرجي، سنان بن صيفي الخزرجي، الطفيل بن النعمان الخزرجي، معقل بن المنذر الخزرجي، يزيد بن المنذر الخزرجي، مسعود بن يزيد الخزرجي، الضحاك بن حارثة الخزرجي، يزيد بن خزام الخزرجي، جبار بن صخر الخزرجي، الطفيل بن مالك الخزرجي، كعب بن مالك الخزرجي، سليم بن عمرو الخزرجي، قطبة بن عامر الخزرجي، يزيد بن عامر الخزرجي، كعب بن عمرو الخزرجي، صيفي بن سواد الخزرجي، ثعلبة بن غنمة السلمي،عمرو بن غنمة السلمي، عبدالله بن أنيس السلمي، خالد بن عمرو السلمي، عبدالله بن عمر النقيب، جابر بن عبدالله السلمي، ثابت بن ثعلبة السلمي، عمير بن الحارث السلمي، خديج بن سلامة بن الفرافر، معاذ بن جبل الخزرجي، أوس بن عباد الخزرجي، عبادة بن الصامت النقيب، غنم بن عوف الخزرجي، العباس بن عبادة الخزرجي،
أبوعبدالرحمن بن الخزرجي، عمرو بن الحرث الخزرجي، رفاعة بن عمرو الخزرجي، عقبة بن وهب الجشمي، سعد بن عبادة النقيب، المنذر بن عمرو النقيب، عوف بن الحارث الانصاري، معوذ بن الحارث الانصاري، عمارة بن حزم الانصاري، عبدالله بن زيد مناة الخزرجي.
فلما عتت قريش على الله عزوجل، وردوا عليه ما أرادهم به من الكرامة، وكذبوا نبيه صلى الله عليه وسلم، وعذبوا ونفوا من عبده ووحده وصدق نبيه واعتصم بدينه أذن الله عزوجل لرسوله صلى الله عليه وسلم في القتال فنزل قوله تعالى: اذن الذين يقاتلون بأنهم ظلموا الآية. ثم أنزل الله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله.
فلما أذن الله تعالى له صلى الله عليه وسلم في الحرب وتابعه هذ الحي من الانصار على الاسلام والنصرة له ولمن إتبعه، وأوى إليهم من المسلمين، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه من المهاجرين من قومه ومن معه بمكة من المسلمين بالخروج إلى المدينة والهجرة إليها، واللحوق باخوانهم من الانصار، وقال: إن الله عزوجل قد جعل لكم إخوانا ودارا تأمنون بها. فخرجوا أرسالا وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أن يأذن له ربه في الخروج من مكة والهجرة إلى المدينة، فهاجر بنو جحش فغلقت دورهم هجرة تخفق أبوابها يبابا، ليس فيها ساكن خلاء من أهلها. وكان بنو غنم بن دودان أهل اسلام قد أو عبوا إلى المدينة هجرة نساءهم ورجالهم، ثم تتابع المهاجرون وفيهم:أبوسلمة بن عبدالاسد، عامر بن ربيعة الكعبي، عبدالله بن جحش، عبد بن جحش أبوأحمد، عكاشة بن محصن، شجاع بن وهب، عقبة بن وهب، عربد بن حمير، منقذ بن نباته، سعيد بن رقيش، محرز بن نضلة، يزيد بن رقيش، قيس بن خابر، عمرو بن محصن، مالك بن عمرو، صفوان بن عمرو، ثقف بن عمرو، ربيعة بن أكثم، الزبير بن عبيدة، تمام بن عبيدة، سخبرة بن عبيدة، محمد بن عبدالله بن جحش، عمر بن الخطاب، عياش بن أبي ربيعة، زيد بن الخطاب، عمرو بن سراقة، عبدالله بن سراقه، خنيس بن حذافة، إياس بن البكير، عاقل بن البكير، عامر بن البكير، خالد بن البكير، طلحة بن عبيد الله، حمزة بن عبدالمطلب، صهيب بن سنان، زيد بن حارثة، كنار بن حصين، عبيدة بن الحارث، الطفيل بن الحارث، الحصين بن الحرث، مسطح بن أثاثة، سويبط بن سعد، طليب بن عمير، خباب مولى عتبة،عبدالرحمن بن عوف، الزبير بن عوام، أبوسبرة بن أبي رهم، مصعب بن عمير، أبوحذيفة بن عتبة، سالم مولى أبي حذيفة، عتبة بن غزوان، عثمان بن عفان، أنسة مولى رسول الله، أبوكبشة مولى رسول الله.
وأقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد أصحابه من المهاجرين ينتظر أن يؤذن له في الهجرة. ولم يتخلف معه بمكة أحد من المهاجرين إلا من حبس أو فتن، إلا علي بن أبي طالب وأبوبكر بن أبي قحافة رضي الله عنهما حتى إذا كان اليوم الذي أذن الله فيه لرسوله صلى الله عليه وسلم في الهجرة والخروج من مكة من بين ظهري قومه، وما كان يعلم بخروجه صلى الله عليه وسلم أحد حين خرج إلا علي بن أبي طالب وأبوبكر الصديق وآل أبي بكر، أما علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعد مكة، حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عنده شئ يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم.
فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج فخرج ومعه أبوبكر ثم عمدا إلى غار بثور جبل بأسفل مكة فدخلاه فأقام فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ومعه صاحبه.
ثم خرج بهما دليلهما عبدالله بن أرقط سلك بهما أسفل مكة ثم مضى بهما على الساحل أسفل من عسفان
___________________________________ بضم الاول ثم السكون: محل من مكة على مرحلتين.
___________________________________ بفتح الهمزة والميم: بلد من اعراض المدينة.
___________________________________ بضم الاول وفتح الدال: موضع فيه ماء بين مكة والمدينة. بها منازل خزاعه.
___________________________________ بفتح المعجمة وتشديد الراء: موضع قرب الجحفة.
___________________________________ ثنية المرة مخفف الراء.
___________________________________ يقال: لقف بالتحريك وبفتح اللام وسكون الفاء. وبكسر اللام وسكون الفاء.
مجاج
___________________________________ بفتح الميم وكسره بجيمين وصححه بعض بفتح الميم ثم المعجمة وآخره مهملة.
___________________________________ بفتح الميم وسكون الراء بعدها معجمة مكسورة وآخره مهملة.
___________________________________ بفتح الكاف وسكون الشين وآخره مهملة.
___________________________________ بالمعجمتين والمهملتين بينهما ألف. من الآبار القديمة.
___________________________________ اسم جبل هناك.
___________________________________ تعهن بكسر اوله وهائه وتسكين العين وآخره نون: اسم عين ماء سمى به على ثلاثة أميال من السقيا بين مكة والمدينة، ويقال في ضبطه غير هذا.
___________________________________ ويقال: العبابيب، ويقال: العثيانة.
___________________________________ ويقال: الفاحة بالمهملة. والقاحة. مدينة على ثلاثة مراحل من المدينة.
___________________________________ بفتح العين وسكون الراء: عقبة بين مكة والمدينة.
___________________________________ قال محمد يحيى الدين المصرى في حاشية سيرة ابن هشام 108:2: لم يذكر ياقوت العائر لا بالعين المهملة ولا بالغين المعجمة. أقول: ذكره في العين المهملة 6 ص 103 وقال: جبل بالمدينة. وفى حديث الهجرة: ئنية العائر عن يمين ركوبه. ويقال: ثنية الغائر بالغين المعجمة. اه ملخصا.
___________________________________ بفتح الراء: ثنية صعبة عند العرج.
___________________________________ بكسر الراء المهملة موضع على أربعة برد من المدينة وقيل: ثلاثة برد.
___________________________________ بضم اوله: قرية على ميلين من المدينة.
ولما دنوا من قباء بعثوا رجلا من أهل البادية إلى أبي أمامة وأصحابه من الانصار فثار المسلمون إلى السلاح واستقبله زهاء خمسمائة من الانصار فوافوه وهو مع أبي بكر في ظل نخلة، ثم قالوا لهما: اركبا آمنين مطاعين. فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بقباء في دار بني عمرو بن عوف فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف بن الاثنين ويوم الثلثاء ويوم الاربعاء ويوم الخميس وأسس مسجده وقد يقال كما في سنن أبي داود
ص 74: إنه أقام في قباء أربعة عشر ليلا، وحكى موسى بن عقبة إثنين وعشرين ليلة. وقال البخاري: بضع عشرة ليلة، وبقباء كانت منازل الاوس والخررج.
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وادي رانوناء، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة.
قال عبدالرحمن بن عويم: حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وتوكفنا
___________________________________ استشعرناه وانتظرناه.
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وصلى الجمعة أتاه عتبان بن مالك وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم بن عوف، فقالوا: يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها فانها مأمورة- يعني ناقته- فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا وازنت دار بني بياضة تلقاه زياد بن لبيد وفروة ابن عمرو في رجال من بني بياضة فقالوا: يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها فانها مأمورة. فخلوا سبيلها. فانطلقت حتى إذا مرت بدار بني ساعدة إعترضه سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو في رجال من بني ساعدة فقالوا: يا رسول الله هلم الينا إلى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها فانها مأمورة. فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني الحرث بن الخزرج اعترضه سعد بن الربيع وخارجة بن زيد وعبدإالله بن رواحة في رجال من بني الحرث بن الخزرج فقالوا: يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها فانها مأمورة. فخلوا سبيلها فانطلقت، حتى إذا مرت بدار بني عدي بن النجار اعترضها سليط بن قيس، وأبوسليط أسيرة بن أبي خارجة في رجال من بني عدي فقالوا: يا رسول الله هلم إلى أخوالك إلى العدد والعدة والمنعة. قال: خلوا سبيلها فإنها مأمورة. فخلوا سبيلها فانطلقت حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار
بركت على باب مسجده صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مربد
___________________________________ بكسر الميم وفتح الباء بينهما مهملة ساكنة أصله الموضع الذى يجفف فيه التمر.
سهل وسهيل ابني عمرو، فلما بركت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به، ثم التفتت إلى خلفها فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ثم تحلحلت
___________________________________ تحلحلت: تحركت. وقد يقال: تلحلحت. أي لزمت مكانها.
___________________________________ وعند ابن الاثير: أرزمت. أي رغبت ورجعت في رغائها.
___________________________________ الجران، ككتاب: قال السهيلي: أي عنقها. وقال غيره: الجران. ما يصيب الارض من صدرها وباطن حلقها.
راجع سيرة ابن هشام 2 ص 31 تا 114، تاريخ الطبري 233:2 تا 249، طبقات ابن سعد 1 ص 201 تا 224، عيون الاثر 152:1 تا 159، الكامل لابن الاثير 38:2 تا 44 تاريخ ابن كثير 138:3 تا 205، تاريخ ابن الفدا ج 121:1 تا 124، الامتاع للمقريزي ص 30 تا 47، السيرة الحلبية 61:3:2.
عن يزيد
___________________________________ في الرياض: زيد. والصحيح: يزيد.
أخرجه ابن الضحاك، وذكره أبوعمر في الاستيعاب 226:2، والمحب الطبري في الرياض النضرة 1 ص 127، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 72 نقلا عن خليفة بن خياط، وأحمد بن حنبل، وابن عساكر.
قال الاميني: أو لا تعجب من أكذوبة تعد أكرومة؟ متى تصح رواية يزيد بن الاصم عن النبي صلى الله عليه وآله ولم يدركه، فان الرجل توفي سنة 101-3-4 وهو ابن ثلاث و
سبعين سنة فولادته بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بدهر.
ثم متى كان أبوبكر أسن من النبي وقد ولد صلى الله عليه وآله في عام الفيل، وولد أبوبكر بعد عام الفيل بثلاث سنين. وقال سعيد بن المسيب: استكمل أبوبكر بخلافته سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وهو بسن النبي صلى الله عليه وآله ابن ثلاث وستين سنة. راجع:
المعارف لابن قتيبة ص 75 فقال: إتفقوا على أن عمره ثلاث وستون سنة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسن من أبي بكر بمقدار سني خلافته. ا ه. صحيح الترمذي 288:2 وفيه: انه صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس وستين سنة، سيرة ابن هشام 1 ص 205، تاريخ الطبري 125:2 وج 47:4، الاستيعاب م 335:1 وقال: لا يختلفون ان سنه انتهت إلى حين وفاته ثلاثا وستين سنة إلا ما لا يصح وانه استوفى بخلافته بعد رسول الله صلى الله عليه وآله سن رسول الله صلى الله عليه وآله وقال في الجزء الثاني ص 626 بعد ذكر حديث يزيد الاصم: هذا الخبر لا يعرف إلا بهذا الاسناد، وأحسبه وهما لان جمهور أهل العلم بالاخبار والسير والآثار يقولون: ان أبابكر استوفى بمدة خلافته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة الكامل 185:1 وج 176:2. اسد الغابة 223:3، مرآة الجنان 69 و 65:1، مجمع الزوائد 60:9، عيون الاثر 43:1، الاصابة 344 و 341:2، ألسيرة الحلبية 396:3.
نعم: هذه المسائلة وقعت بينه صلى الله عليه وآله وبين سعيد بن يربوع المخزومي كما رواها البغوي وابن مندة
___________________________________ الاصابة 51:2.
عن شبابة عن فرات بن السائب قال: قلت لميمون بن مهران: أبوبكر الصديق أول ايمانا بالنبي صلى الله عليه وسلم أم علي بن أبي طالب؟ قال: والله لقد آمن أبوبكر بالنبي صلى الله عليه وسلم
زمن بحيرا الراهب، واختلف فيما بينه وبين خديجة حتى أنكحها إياه، وذلك كله قبل أن يولد علي بن أبي طالب.
وعن ربيعة بن كعب
___________________________________ في الخصايص الكبرى عن كعب. وهو الصحيح.
وقال الامام النووي: كان أبوبكر أسبق الناس إسلاما، أسلم وهو ابن عشرين سنة.وقيل: خمس عشر سنة.
راجع الرياض النضرة 54 و 51:1، اسد الغابة 168:1، تاريخ ابن كثير 319:9، الصواعق المحرقة ص 45، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 24، الخصايص الكبرى 29:1، نزهة المجالس 182:2.
قال الاميني: هلم معي ننظر إلى هذه المراسيل هل توجد فيها مسحة من الصدق؟ أما رواية ابن مهران سندا:
1- فشبابة بن سوار
___________________________________ في ميزان الاعتدال: سواد.
وقبل هذه كلها يظهر مما رواه أبوعلي المدائني: انه كان يبغض أهل بيت النبي صلوات الله عليهم. وضربه الله بالفالج لدعاء من دعا عليه بقوله: أللهم إن كان شبابة يبغض أهل نبيك فاضربه الساعة بالفالج. ففلج في يومه ومات. ميزان الاعتدال 440:1، تهذيب التهذيب 302:4.
2- فرات بن السائب الجرري. قال البخاري: منكر الحديث وقال يحيى ابن معين: ليس بشئ، منكر الحديث. وقال الدارقطني وغيره: متروك. وقال أحمد بن حنبل: قريب من محمد بن زياد الطحان في ميمون يتهم بما يتهم به ذاك. ومحمد بن زياد هو اليشكري أحد الكذابين الوضاعين كما مر في ج 258:5 ط 2، ففرات عند إمام الحنابلة كذاب وضاع. وقال أبوحاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. وقال الساجي: تركوه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال أبوأحمد الحاكم. ذاهب الحديث وقال ابن عدي: له أحاديث غير محفوظة وعن ميمون مناكير.
"ميزان الاعتدال 325:2، لسان الميزان 430:4".
3- ميمون بن مهران حسبه ما مر في رواية فرات عنه، أضف إلى ذلك قول العجلي: انه كان يحمل على علي كما في تهذيب ابن حجر 391:10. هب انه وثقة من وثقه، فما قيمته وقيمة حديثه بعد تحامله على علي أميرالمؤمنين صلوات الله عليه. ثم قد أتى ميمون في حديثه بأمرين: إسلام أبي بكر زمن بحيرا. وإختلافه في زواج رسول الله صلى الله عليه وآله خديجة. أما اختلافه بينه صلى الله عليه وآله وسلم وبين خديجة فلم ينبأ عنه قط خبير. وليس من الجايز أن يكون الوسيط في قران رجل عظيم كمحمد وامرأة من بيت مجدو سؤدد ورياسة كخديجة، شاب حدث ابن اثنتين وعشرين سنة وللزوج أعمام أشراف أعاظم كالعباس وحمزة وأبي طالب وهو بينهم وفي بيتهم، وكان عمه أبوطالب كما يأتي يحبه حبا شديدا لا يحب أولاده مثله، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرجه معه حين يخرج
___________________________________ يأتى تفصيل ذلك في الكلام عن أبي طالب عليه السلام.
والذي جاء في السير والتاريخ في أمر هذاالقران ان خديجة بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ورغبت في زواجه لقرابته وأمانته وحسن خلقه وصدق حديثه، وعرضت نفسها عليه صلى الله عليه وآله، فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لاعمامه فخرج معه عمه حمزة وفي لفظ ابن الاثير: خرج معه حمزة وأبوطالب وغيرهما من عمومته. حتى دخل على خويلد بن أسد، أو على عمر وبن أسد عم خديجة فخطبها اليه فتزوجها عليه وآله الصلاة
والسلام وخطب أبوطالب عليه السلام خطبة النكاح، فقال:
ألحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضئ معد، و عنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا، وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبدالله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فان كان في المال قل؟ فان المال ظل زايل، و أمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالي كذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم، وخطر جليل. فزوجها.
راجع طبقات ابن سعد 113:1، تاريخ الطبرى 127:2، أعلام الماوردي ص 114، الصفوة لابن الجوزي 25:1 الكامل لابن الاثير 15:2، تاريخ ابن كثير 294:2، تاريخ الخميس 299:1، عيون الاثر 49:1، اسد الغابة 435:5، الروض الانف 122:1، تاريخ ابن خلدون 172:2، المواهب اللدنية 50:1، السيرة الحلبية 150 و 149:1، شرح المواهب للزرقاني 200:1، سيرة زيني دحلان هامش الحلبية 114:1.
فأين مزعمة ابن مهران من هذا التاريخ الصحيح المتواتر؟
وأما إسلام أبي بكر قبل ولادة علي أميرالمؤمنين زمن 'بحيرا' الراهب فانه مأخوذ مما أخرجه ابن مندة
___________________________________ ابوعبدالله محمد بن اسحاق الاصبهانى الحافظ الرجال المتوفى 355.
هذه الرواية ضعفها غير واحد من الحفاظ. قال الذهبي في ميزان الاعتدال 243:2: عبدالغني ضعفه ابن يونس. وأقر ضعفه ابن حجر في لسانه 45:4، وقال في الاصابة 177:1: أحد الضعفاء المتروكين.
وذكره السيوطي في الخصايص الكبرى 86:1 فقال: سند ضعيف وضعفه