(137) وهو ابن السقّأ الذي روى في البداية عن وهو ابن الأشعث .
وفي باب ذكر السند السابق ، ثمّ أتبعه بقوله إلى آخره(138) .
وعندما يروي فى بعض المواضع النادرة عن غير أهل البيت ، لا يستعمل معهم العَنْعَنَة غالبا ، بل يستعمل ألفاظ الأداء الأُخرى(139) وقد روى الخطيب البغدادي واحدا من أحاديث الكتاب بالسند التالي أنا عبيد الله بن أبي الفتح ، أنا سهل بن أحمد الديباجي ، نا محمّد بن محمّد ابن الأشعث الكوفي بمصر ، نا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد ، نا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علىٍّ ، قال . . .(140) .
وقد ورد هذا الحديث بعينه في الجعفريّات بقوله وبإسناده عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال (141) .
والإسناد السابق عليه هو أخبرنا عبد الله ، قال أخبرنا محمّد ، قال حدّثنا موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد . . .
فيلاحظ اقتصار ما في كتابنا على كلمة بدلا عن قطعة من السند ، واختصار الخطيب ألفاظ الأداء ، واكتفاؤه ب التي هي عبارة عن و التي هي اختصار (142) .
كما يلاحظ في جميع ما ورد في الكتاب وما نقل عنه استعمال العَنْعَنَة مع أسمأ الأئمّة عليهم السلام ، واستعمال الألفاظ صريحها أو مختصرها مع أسمأ المتأخّرين عنهم ، سوى بعض الموارد ، حيث جأ فيها (143) .
ومورد آخر (144) .
واتّفاق ما نقله الخطيب مع ما في النسخة المتداولة في هذه الجهة دليل على ثبوت ذلك في أصل الكتاب .
ثمّ إنّ الصدوق قد أسند إلى موسى بن إسماعيل بن الكاظم عليه السلام ، قال ثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر عليه السلام .
وسند الصدوق هو الحسن بن عبد الله العسكري ، ثنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، ثنا أحمد بن عيسى الكلابي ، ثنا موسى ، عن إسماعيل . .
.(145) .
وقد ورد كثير من أحاديث هذا الكتاب برواية سهلٍ عند المحدّث الأقدم الإمام جعفر بن أحمد القمّي الرازي في كتابه القيّم بصورة العَنْعَنَة(146) ، وبطريق محمّد بن عبد الله(147) وبطريق هارون بن موسى(148) .
هو كتاب رواه أبو عمران ، موسى بن إبراهيم المروزي ، البغدادي ، يحتوي على مجموعة أحاديث ، مرفوعة مسندة ، سمعها الراوي من الإمام عليه السلام ، عندما كان الإمام عليه السلام في السجن في بغداد .
وتوجد نسخة منه(149) تحتوي على 59 حديثاً ، تبدأ بالسند التالي حدّثكم أبو عبد الله محمّد بن خلف بن إبراهيم بن عبد السلام المروزي ، قال أنا موسى بن إبراهيم المروزي ، قال أنا موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن علي ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال قال حدّثنا رسول الله عليه السلام (150) .
ولكنّ السندَ قد ورد مختصرا في ما تلا الحديث الأوّل من الروايات ، هكذا ويلاحظ أنّ العَنْعَنَة بدأت مع أسمأ الأئمّة عليهم السلام وكذلك روى الخطيب البغدادي بعض روايات المروزي موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عليه السلام ، وجأ اللفظ عنده هكذا الحديث(151) .
وكذلك روى ابن حجر العسقلاني منه حديثاً ، والسند فيه مثل ما أورده الخطيب(152) .
أمّا المحدّثون الشيعة فقد نقلوا أحاديث هذا المسنَد كالمحدّث الأقدم الحافظ الشيخ جعفر بن أحمد القمّي ، المعروف بابن الرازي ، فقد أورد مجموعة كبيرة من رواياته في كتابه ، والسند إليه (153) .
وأيضا بهذا السند (154) .
وبأسانيد أُخرى(155) .
فنجد في هذه النقول سريان إلى الجامع للمسند موسى المروزي ، بل إلى راويه محمّد بن خلف أحيانا ، وحتّى مَنْ بعده وحذف بعض العنعنات المتوسّطة في بعض النقول ، والاكتفأ بلفظ .
وكلّ ذلك دليل على تصرّف الرواة في الألفاظ ، حَسَبَ القناعة في ما لا يضرّ مثل ذلك التصرّف .
وجواز ذلك واضح ، خصوصا مع الاحتفاظ بأصل الكتاب المرويّ ، كما في المسند الذي نبحث عنه ، ومثله سائر الكتب والأُصول والمؤلّفات .
واعلم أنّ النسخة المحفوظة ، والتي طُبعت باسم إنّما تحتوي على بعض ما كان يحتوي أصلُها ، بقرينة وجود روايات كثيرة بنفس السند في التراث عند الخاصّة والعامّة ، وقد استدرك محقّق الكتاب السيّد الجلالي ، بعض ذلك في المطبوعة .
وأشرت أنا في بحث (156) إلى مجموعة أُخرى ، كما أنّ التتبّع الجادّ سيوقفنا على مجموعة أكبر .
هو من الكتب المعروفة لدى الطائفة الشيعيّة الكريمة ، وهو معتمد عليه عندهم ، حكموا بصحّته ، وطرُقُ مشايخهم إليه كثيرة جدّا(157) .
وقد رواه من أصحاب الفهارس الشيخ النجاشيّ بقوله أخبرنا القاضي أبو عبد الله ، قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال حدّثنا جعفر بن عبد الله المحمّدي ، قال حدّثنا عليّ بن أسباط بن سالم ، قال حدّثنا عليّ بن جعفر بن محمّد ، قال سألت أبا الحسن موسى .
وقال النجاشي أيضا وأخبرنا أبو عبد الله ابن شاذان ، قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال حدّثنا عبد الله بن جعفر ، قال حدّثنا عبد الله بن الحسن بن عليّ بن جعفر ، قال حدّثنا عليّ بن جعفر(158) .
وقد روى الحميري وهو عبد الله بن جعفر ، المذكور في السند الثانيهذا الكتاب بكامله في كتابه العظيم وسنده إليه هكذا (159) .
كما إنّ المحدّثين قاطبة نقلوا ما يهمّهم من هذا الكتاب ، فهذا المحدّث الحافظ الإمام الكليني ، روى في كتاب الحجّ من العظيم ، حديثاً من المسائل ، بهذا السند (160) .
والصدوق أيضا يروي بهذا السند أبي ، قال حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن العَمْرَكي(161) .
وروى الكليني أيضا ، بسند النجاشي الأوّل ، إلى عليّ بن أسباط إلى آخر السند ، لكن لا بالألفاظ ، بل بالعَنْعَنَة ، فقال (167) .