مطارحات فی الفکر و العقیدة

مركز الرساله

نسخه متنی -صفحه : 155/ 127
نمايش فراداده

المبحث الثاني البَدَاءُ وعلم الله تعالى

إعلم بأنَّ إنكار اليهود للنسخ إنّما هو لاعتقادهم بأنّه خلاف الحكمة ولا يصدر إلاّ عن جهلٍ بالمصالح والمفاسد ، وهذا هو ما صرّح به الغزالي ، والرازي وغيرهما من رؤوس الاشاعرة (1).

ولما كان البداء ـ بمعناه السلبي ـ يلتقي مع فهم اليهود للنسخ ، فعدّوه أيضاً دالاً على خلاف الحكمة كالنسخ ايضاً .

بل تذرعوا في إنكار النسخ بكونه بَدَاء ، والبَدَاء إنّما يتصور بحق من يجهل عواقب الاُمور ، والله تعالى منزّه عنه . وهذا القدر مصرّح به في كتب الاَشاعرة وغيرهم (2).

(1) المستصفى ، للغزالي 1 : 111 . والمحصول ، للرازي 1 : 543 . ومنتهى الوصول والاَمل ، لابن الحاجب : 154 ـ 155 . والتحصل من المحصول ، للارموي 2 : 10 . والتقرير والتحبير ، لابن أمير الحاج 1 : 352 . وتفسير ابن كثير وتفسير الآلوسي وغيرهما عند تفسير الآية (106) من سورة البقرة المباركة .

(2) اُصول السرخسي 2 : 54 ـ 55 و 2 : 59 . والاَحكام في أصول الاَحكام ، للآمدي 3 : 102 . وتفسير القرطبي 2 : 64 . والمنخول للغزالي : 288 . والاَحكام في أصول الاَحكام ، لابن حزم 4 : 47 . والبرهان ، للزركشي 2 : 30 . والاِتقان ، للسيوطي 3 : 67 . والملل والنحل ، للشهرستاني 1 : 211 .