فإذا علمت هذا ، فاعلم أنَّ خصوم الشيعة تدّعي زوراً بأنّ البداء عند الشيعة يستلزم تغيير علم الله عزّ وجل ، وهذا لا يجوز ، بل وذهبوا إلى أنّ لازمه الجهل على الله تعالى ؛ لاَنّ معنى البداء لغة ظهور الشيء بعد خفائه.
بل افترى بعضهم على الشيعة بوقاحة عجيبة فقال ما نصه : «والبداء عند الشيعة أن يظهر ويبدو لله عزّ شأنه أمر لم يكن عالماً به» .
وهذا المفتري هو محمّد مال الله البحريني افترى ذلك في كتابه (موقف الشيعة من أهل السُنّة) ص28 ، وكرّر هذا الافتراء في كتابه (الشيعة وتحريف القرآن) ص12 بلا أدنى تغيير مشيراً في هامش الكتابين إلى كتاب أصل الشيعة واصولها ص 231 مع حصر ما ذكره بين قوسين لاِعلام القاريء بنقل هذا الكلام من كتاب (أصل الشيعة واُصولها) للشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء؛ .
وللاَسف أنْ نجد عند غيره هذا الافتراء نفسه (1).
ولكنّك إذا ما عدت إلى (أصل الشيعة واُصولها) ستجد الشيخ آل كاشف الغطاء قد قال ما نصه : «ومما يشنع به الناس على الشيعة ويزدرى
(1) الشيعة والسُنّة ، لاحسان إلهي ظهير : 63 . وأحوال أهل السُنّة في ايران، لعبد الحق
الاصفهاني : 86 . وبطلان عقائد الشيعة ، لمحمّد عبدالستار التونسوي : 23 .