مطارحات فی الفکر و العقیدة

مركز الرساله

نسخه متنی -صفحه : 155/ 49
نمايش فراداده

ويحذر من مخالفته ، ويجعله إماماً من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية !

اتهام زرارة بعدم معرفته لاِمام زمانه :

ومن الجهل العجيب بحال زرارة بن أعْين رضي الله تعالى عنه هو ما زُعم من أنّه مات ولم يعرف إمام زمانه ، ثم تقوّلهم : بأنه لو كان النص متواتراً عند الشيعة بإمامة الاَئمة لما جهله من مثل زرارة .

الردّ على هذا الاتهام وبيان زيفه :

إعلم أن اتّهام زرارة بهذا ، هو اتهام للاِمام الصادق عليه السلام ؛ لاَنّ الثّابت عنه عليه السلام وبأصح أسانيد الشيعة أنّه قال بحق زرارة ونظرائه : والله إنَّهم أحبّ النّاس إليّ أحياءً وأمواتاً (1).

وقد تواتر عن الاِمام الصادق قوله عليه السلام : من مات وليس له إمام، فميتته ميتة جاهلية (2).

وهل يعقل أن يفرِّط الاِمام الصادق عليه السلام بزرارة ، ويتركه هملاً فيموت ميتة جاهلية ؟

ثم كيف يقول عليه السلام : إنّه أحب الناس إليّ حياً وميتاً ، ولا يخبره بمن هو الاِمام ـ إن كان لا يعلم ذلك ـ ويدعه على ضلالةٍ بعده عليه السلام ؟

ثم ما بال زرارة لا يسأل الاِمام الصادق في حياته عمن سيكون إماماً

(1) كمال الدين ، للصدوق 1 : 76 .

(2) اُصول الكافي 1 : 303 | 5 و 1 : 308 | 1 و 2 و 3 و 1 : 327 | 1 وقد ورد في 1 : 38 ـ 142 أربعة عشر حديثاً بهذا المعنى .