مطارحات فی الفکر و العقیدة

مركز الرساله

نسخه متنی -صفحه : 155/ 70
نمايش فراداده

جواب الاِشكال الخامس :

سبب بيعة الاِمام عليه السلام بعد الامتناع :

أما مسألة الاكراه على البيعة ، وعدم مبادرته إليها بنفسه ، فقد تناقلها أهل التواريخ والسير :

أخرج البخاري : «أن علياً امتنَع عن البيعة لمدة ستة أشهر حتى توفيت فاطمة الزهراء عليها السلام » (1).

وفي خطبةٍ للاِمام عليّ عليه السلام يبين بوضوح أسباب بيعته ، ويفصح عن سرّها فلا يبقى تأويل لمتأوّل : فاستمع أيُّها المنصف لما يقول عليه السلام :

أ ـ وأيمُ الله لولا مخافة الفرقة ، وأن يعود الكفر ويبور الدين ، لغيّرنا ذلك ، فصبرنا على بعض الاَلم (2).

ب ـ وقال عليه السلام في نهج البلاغة : «فنظرتُ ، فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي، فضننتُ بهم عن الموت ، وأغضيتُ على القذى وشربتُ على الشجا ، وصبرتُ على أخذ الكظم وعلى أمرَّ من طعم العلقم» (3) فهل يمكن أن يُؤتى ببيان أوضح من هذا؟!

وإذن ، فما وجه الانتقاص بعد هذا التذمر والشكوى ؟ وهو عليه السلام أعلم بالحال وبالمآل .

(1) صحيح البخاري 5 : 288 . وتاريخ الطبري 2 : 234 .

(2) مستدرك نهج البلاغة 1 : 248 للشيخ المحمودي .

(3) نهج البلاغة ، ضبط الدكتور صبحي الصالح : 68 الخطبة 26 .