بلفظ ثور البقر جبل
يقع جنوب مكة: يرى من المزدلفة ومن المسفلة، وقد تقدم أيضاً أنه أحد أثبرة مكة. قال
أبو طالب عمُّ النّبي ((صلى الله عليه وآله))17:
وهذا الشعر يدل على أن ثَوْراً كان معروفاً في مكة. ومنذ أن لجأ إليه رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) عند بدء الهجرة أصبح هذا الجبل مقدّساً يزوره المسلمون للذكرى، ويدخله بعضهم تيمناً.
وجاء في سبب تسميته أطْحَل على وزن أفْعَل من الطُّحْلة وهي لون معروف18.
قال المتقدمون: إنه اسم الجبل المعروف اليوم باسم ثور، وإنّ اسم ثور هو ابن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، فنسب ثور هذا إلى الجبل أطحل فقيل: ثور أطحل. وإليه ينسب الفقيه المحدث سفيان بن سعد الثوري. وليس إلى ثور قضاعة.
قال البعيث الشاعر:
ويعرف هذا الجبل ـ اليوم وفي التاريخ الإسلامي ـ بجبل ثور، وفيه غار ثور الذي أوى إليه محمّد ((صلى الله عليه وآله)) ورفيقه في بدء الهجرة إلى المدينة.
وقد تناقل الناس ـ إلى اليوم ـ تحديداً خاطئاً لجبل ثور، فنجد في مقررات المدارس أنه جبل بأسفل مكة. وهذا خطأ، فالجبل يقع جنوباً عدلا من مكة أي جنوب المسجد الحرام، ولكن الطريق إليه كانت من المسفلة، ثم من ريع كُدَيّ وهما أسفل مكة، فظن زائروه أنه أسفل مكة. أما اليوم فيمكن الذهاب إليه من أجياد مباشرة بعد أن شُقّ ريعٌ هناك سمّىَ ريعَ بَخْش.
والناس يزورون الغار المقدس هناك، ولهم خرافة تقول: إن من يتعسر خروجه منه فهو لغير أبيه، ولا أدري مَن أول من أطلق هذه الخرافة؟ غير أننا لم نر سميناً استطاع دخوله كما لم نر نحيفاً تعسر خروجه منه. والإسلام لا يجيز مثل هذه الإشاعات، واختراع الخزعبلات.
وشهرة غار ثور في مكة تغني عن تحديده، وأنت تراه من حيث أتيت مكة بارزاً يشبه شكله شكل ثور مستقبل الجنوب، ولعل لشكله علاقة باسمه.