هویة التشیع

أحمد الوائلی‏

نسخه متنی -صفحه : 234/ 115
نمايش فراداده

التي يفترق بها الشيعة عن باقي فرقالمسلمين فإنّ ما بين المذاهب الأربعةأنفسهم من نقاط الخلاف أضعاف ما يوجد بينالسنة والشيعة بل إنّ علماء المذهب الواحدوفقهائهم بينهم من الحلاف أكثر مما بينالشيعة والسنة بدون مبالغة، وربما يردعلينا ما يؤيد هذه الدعوى خلال البحث فيفقرات قادمة.

عقائدهم بأقلامهم

سأذكر هنا جملاً قصيرة عما كتبه علماءالشيعة أنفسهم عن آرائهم الدينيةوعقائدهم لتكون مجرد مؤشر لمن يريد التوسعويبحث عن الحقيقة بعيداً عن الأهواءوالعواطف.

1 ـ ابن بابويه القمي

وكتابه «عقائد الشيعة» من الكتب الرائدةفي هذا الميدان وقد ضمنه كل عقائد الشيعةبدون مواربة لذا كان كتابه من المصادرالتي يرجع إليها بالإِضافة إلى أنّ الرجلمن أساطين المذهب وعمالقة الطائفة. وهذهنبذة عما كتبه عن عقيدة الإِماميةبالاُلوهية قال:

إعتقادنا بالتوحيد: أنّ الله تعالى واحدليس مثله شيء قديم لم يزل ولا يزال سميعاًبصيراً حكيماً حياً قيوماً عزيزاً قدوساًعالماً قادراً. لا يوصف بجوهر ولا جسم ولاصورة ولا عرض، خارج عن الحدين حد الإِبطالوحد التشبيه. واعتقادنا في القرآن: أنّهكلام الله ووحيه وتنزيله وكتابه وأنّه لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنّالقرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه هوما بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس بأكثرمن ذلك ومن نسب إلينا أنا نقول إنّه أكثرمن ذلك فهو كاذب ـ، هذا ما كتبه ابن بابويهالذي عاش وسط القرن الرابع وتوفي سنة 381هـ(1).

(1) دراسات في عقائد والفرق الإِسلامية ص18.