هویة التشیع

أحمد الوائلی‏

نسخه متنی -صفحه : 234/ 181
نمايش فراداده

يغلب أنّه استفساد في الدين(1).

بينما يقول فقيه شيعي معاصر: وللتقيةأحكام من حيث وجوبها وعدم وجوبها بحسباختلاف مواقع خوف الضرر وليس هي بواجبةعلى كل حال بل قد يجوز أو يجب خلافها في بعضالأحوال كما إذا كان في إظهار الحقوالتظاهر به نصرة للدين وخدمة للإِسلاموجهاد في سبيله فإنّه عند ذلك يستهانبالأموال ولا تعز النفوس، وقد تحرم التقيةفي الأعمال التي تستوجب قتل النفوسالمحترمة، أو رواجاً للباطل، أو فساداً فيالدين، أو ضرراً بالغاً على المسلمينبإضلالهم أو إفشاء الظلم والجور فيهم، إلىأن قال: إنّ عقيدتنا في التقية قد استغلهامن أراد التشنيع على الإِمامية فجعلوها منجملة المطاعن فيهم وكأنّهم لا يشفى غليلهمإلا أن تقدم رقابهم ـ أي رقاب الشيعة ـ إلىالسيوف لا ستئصالهم(2).

ومن هذه المقتطفات التي ذكرتها يتضح أنّالتقية تتبع الحالات والظروف وتكون محلاًللأحكام المذكورة تبعاً لاختلافالعناوين، وقد سبق أن ذكرنا استدلالاتالشيعة للتقية من الكتاب والسنة، ولذلككان الإِمام الصادق عليه السلام يقول:«التقية ديني ودين آبائي» وخصوصاً في عصرهحيث كانت السيوف هي اللغة الوحيدة، وقدحاول بعضهم أن يفلسف من موقف الإِمامالصادق ومواقف الشيعة في التقية بأنّالتقية علاج لأمرين:

أ ـ هو أنّ سكوت أئمة أهل البيت عنالمطالبة بحقهم والتصدي للظالمين منناحية، ومن ناحية اُخرى إنّ المفروض أنّهمالأئمة المفترضة طاعتهم، إنّ ذلك يشكلتناقضاً لا مخرج منه إلا التقية، قال بذلككل من الرازي في كتابه محصل آراءالمتقدمين والمتأخرين والملطي في كتابهالتنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع(3).

(1) أوائل المقالات 97.

(2) عقائد الإِمامية للمظفر ص87.

(3) التنبيه والرد بحث التقية.