كان جماعة من الصحابة يتشيعون لعليٍّويرون استحقاقه على غيره ولما عدل به إلىسواه تأففوا من ذلك وأسفوا له إلا أنّالقوم لرسوخ قدمهم في الدين وحرصهم علىالإِلفة لم يزيدوا في ذلك على النجوىبالتأفف والأسف(1).
يقول في ترجمة أبي الطفيل: عامر بن واثلةبن كنانة الليثي أبو الطفيل أدرك من حياةالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمانسنين وكان مولده عام اُحد ومات سنة مائةويقال: إنّه آخر من مات ممن رأى النبي، وقدروى نحو أربعة أحاديث وكان محباً لعليٍّوكان من أصحابه في مشاهده وكان ثقةمأموناً يعترف بفضل الشيخين إلا أنه يقدمعلياً إنتهى باختصار(2).
وبعد هذه المقتطفات أود أن ألف النظر أنّيخلال مراجعاتي كتب التاريخ لم أر فيالفترة التي تمتد من بعد وفاة النبي حتىنهاية خلافة الخلفاء من عمد إلى الشتم منأصحاب الإِمام، وإنّما هناك من قيّمالخلفاء وقيّم الإِمام وحتى في أشد جمحاتعاطفة الولاء لم نجد من يشتم أحداً ممنتقدم الإِمام بالخلافة يقول أبو الأسودالدؤلي:
(1) تاريخ ابن خلدون 3/364. (2) الإِستيعاب 2/452. (3) الكامل للبمرد هامش رغبة الأمل ج7.