من الآیات البینات مقام إبراهیم (علیه السلام)

محمدهادی الیوسفی الغروی

نسخه متنی -صفحه : 10/ 4
نمايش فراداده

وهل تغيّر موضعه ومحلّه؟

روى الكلينيّ في «فروع الكافي» والصدوق في «كتاب من لا يحضره الفقيه» بإسنادهما عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: موضع المقام الذي وضعه إبراهيم(عليه السلام) عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوّله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم. فلمّا فتح النبيّ(صلى الله عليه وآله) مكّة ردّه إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم(عليه السلام)، فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب، فسأل الناس: مَن منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟! فقال رجل: أنا، قد كنت أخذت مقداره بنسع (= قيد من جلد) فهو عندي! فقال: ائتني به، فأتاه به، فقاسه ثم ردّه إلى ذلك المكان12.

ومن قبل مرّ في خبره في «علل الشرائع» بإسناده عن سليمان بن خالد عن الصادق(عليه السلام) قال: أخذ إبراهيم(عليه السلام) الحجر فوضعه بحذاء البيت لاصقاً به بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم. وفي آخره: فلما كثر الناس صاروا إلى الشرّ والبلاء ازدحموا عليه، فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف لمن يطوف بالبيت.

فلمّا بعث الله عزّوجلّ محمداً(صلى الله عليه وآله) (وفتح مكة) ردّه إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم(عليه السلام)، فما زال فيه حتى قُبض رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وفي زمن أبي بكر وأول ولاية عمر، ثمّ قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام، فايّكم يعرف موضعه في الجاهلية؟!

فقال له رجل: أنا أخذت قدره بقيد! فقال له عمر: والقدر عندك؟ قال: نعم، قال: فاتني به، فأمر بالمقام فحُمل ورُدّ إلى الموضع الذي هو فيه الساعة13.

وفي خبر آخر عنه(عليه السلام) قال: ما بين باب البيت إلى الركن العراقي هو الموضع الذي كان فيه مقام إبراهيم(عليه السلام)14.

وروى ابن إدريس الحلي في «كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي» عن «كتاب مسائل داود الحضرمي» قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام)عن أفضل موضع للصلاة بمكة؟ فقال: عند مقام إبراهيم الأول، فإنه مقام إبراهيم وإسماعيل ومحمد(صلى الله عليه وآله)15.

وروى السجستاني في «مسند عائشة» بسند عن هشام بن عروة (عن خالته عائشة) قال:(قالت): كان رسول الله (بعد فتح مكة) يصلي إلى صقع البيت ليس بينه وبين البيت شيء،وأبوبكر،وعمرصدراً من إمارته، ثمّ إنّ عمر ردّالناس إلى المقام16.