تلبیة

محمد مهدی الآصفی

نسخه متنی -صفحه : 19/ 3
نمايش فراداده

الحج «دعوة» و «تلبية»

دعوة من الله ـ تعالى ـ لعباده أن يَحِلُّوا ضيوفاً عليه، عند بيته المحرّم، ويطلبوا قِراه، ويستفتحوا أبواب رحمته الواسعة. وإبراهيم (عليه السلام) خليل الرحمن، وأبو الأنبياء و رائد التوحيد، هو رسول الله ـ تعالى ـ إلى عباده، والمبلّغ عن الله في هذه الدعوة.

يقول تعالى: {وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجٍّ عميق}1، هذه هي الدعوة.

وأما التلبية فهي من الناس الذين دعاهم ربّهم إلى بيته { وأذّن في الناس بالحجّ} يُشهرون فيها استجابتهم لدعوة ربّهم، ويعلنون الاستجابة كلّ سنة في جموع غفيرة حاشدة في الميقات من كلّ فجٍّ عميق.

ويرفعون إلى الله تعالى هذه التلبية كلّ سنة في رحاب الميقات بالتلبيات الأربعة التي علّمناها رسول الله (صلى الله عليه وآله): لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ».

روى عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) قال: سألته لِمَ جُعِلَتْ التلبية؟ فقال: إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أوحى إلى إبراهيم (عليه السلام): {وأذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالاً} فنادى فأجيب من كلّ فجٍّ عميق يلبّون2.

وسنتحدّث ـ إن شاء الله ـ عن كلّ من «الدعوة» و «التلبية».