علل الحج فی کتب الصدوق (4)

فارس حسون کریم

نسخه متنی -صفحه : 44/ 26
نمايش فراداده

54 ـ باب العلّة التي من أجلها كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يمرّ في كلّ حجّة من حججه بالمأزمين فينزل فيبول، وعلّة كون الدخول إلى المسجد الحرام من باب بني شيبة ، وعلّة كون التكبير يُذهب بالضغاط80 ، وعلّة كون الصرورة

يستحبّ له دخول الكعبة ، وعلّة كون الحلق على الصرورة واجباً ، وعلّة الاستحباب للصرورة أن يطأ المشعر برجله

1 ـ عن سليمان بن مهران، قال: قلت لجعفر بن محمّد(عليه السلام): كم حجّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟

فقال : عشرين مستتراً81 في حجّه يمرّ بالمأزمين82 فينزل فيبول83 .

فقلت : يابن رسول الله ، ولم كان ينزل هناك فيبول؟

قال : لأنّه أوّل موضع عبد فيه الأصنام ، ومنه اُخذ الحجر الّذي نُحت منه هبل الّذي رمى به عليّ من ظهر الكعبة ، لمّا علا ظهر رسول الله فأمر بدفنه عند باب بني شيبة ، فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنّة لأجل ذلك .

قال سليمان : فقلت : فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك؟

قال: لأنّ قول العبد: الله أكبر معناه الله أكبر من أن يكون مثل الأصنام المنحوتة والآلهة المعبودة دونه ، وأنّ إبليس في شياطينه يضيق على الحاجّ مسلكهم في ذلك الموضع ، فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه وتبعهم الملائكة حتّى يقعوا في اللجّة الخضراء، فقلت: فكيف صارالصرورة يستحبّ له دخول الكعبة دون من قد حجّ؟

فقال : لأنّ الصرورة قاضي فرض مدعوّ إلى حجّ بيت الله ، فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه .

قلت : فكيف صار الحلق عليه واجباً دون من قد حجّ؟

فقال : ليصير بذلك موسماً بسمة الآمنين ، ألا تسمع الله تعالى يقول : {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ}84؟

قلت : فكيف صار وطء المشعر85 عليه واجباً؟

قال : ليستوجب بذلك وطىء بحبوحة الجنّة86 .