فقه الثقلین فی شرح تحریر الوسیلة

یوسف صانعی؛ شارح: روح الله خمینی(ره)

نسخه متنی -صفحه : 118/ 19
نمايش فراداده

الدخول في البيت وأكل السمّ فيه

(26) عدم القود والدية مع الدخول من دون الإذن ; لعدم نسبة المباشرة ولا التسبيب لا في قتله ولا في أكله لصاحب البيت ، حيث إنّ المقتول هو المباشر في أكل السمّ وفي قتل نفسه اختياراً ، فلو لم يدخل البيت لم يقتل ، فلا دخالة مؤثرة لصاحب البيت في قتله ، وإنّما يكون عمله عملاً جائزاً لنفسه ، والآكل هو المتعدّي بدخول دار غيره والأكل من طعامه .

وبالجملة : هو قاتل نفسه حيث إنّ له أن لا يدخل البيت ، بل كان ممنوعاً ; لكونه عدواناً وظلماً ، بل لا ضمان لصاحب البيت والطعام أيضاً إن كان الآكل متعدّياً بأن لم يكن مأذوناً في أكله وإن كان مأذوناً في الدخول لعين ما ذكر قبيل ذلك ، حيث إنّه مباشر في قتل نفسه ويكون هو المتعدّي في الأكل مثل المتعدّي في الدخول ، فلو لم يأكل لم يقتل ، وصاحب البيت لم يكن داعياً ومؤثّراً في أكله حتّى يكون سبباً أقوى من المباشر . وبذلك يظهر وجه قوله ـ سلام الله عليه ـ في المتن : «ولو دعاه إلى داره لا لأكل الطعام . . .» .

وأ مّا إن كان الأكل غير عاديّ ومأذوناً في أكله فعليه الدية مع عدم قصد القتل ; لجهله بوجود السمّ في الطعام ، ولكون القتل منسوباً إليه وكونه دخيلاً فيه ولو من جهة الإذن ، فإنّ السبب أقوى من المباشر ; لضعف المباشرة بالغرور والجهل ، ومحض النسبة مع كون الآلة أو الفعل بما يقتل به غالباً كافية في الدية ، وأ مّا مع قصده القتل فالقصاص ، حيث إنّ كون الإذْن كالتقديم غير بعيد .

السموم القاتلة من غير أكل وشرب

مسألة : مثل الطعام المسموم غيره من السموم القاتلة بغير الأكل والشرب ، كمسموميّة المكان والمحيط أو الوسائل والأدوات ، وغيرها ممّا يوجب الموت سريعاً أو بطيئاً بعد مدّة غالباً ، فحكم ذلك المكان أو العامل بتلك الآلات والوسائل والمواد السامّة حكم الطعام المسموم ، فالداعي لهما إلى المكان وإلى العمل بها كالمستأجر وصاحب العمل إن كان عالماً بذلك وكان المقتول جاهلاً ، فعلى مثل المستأجر (السبب) القود ; لضعف المباشرة بالغرور والجهل .

وأ مّا إن كان المقتول عالماً فلا ضمان على السبب ، عالماً كان أو جاهلاً ; لإقدامه على قتل نفسه ، وضعف السبب بعلم المباشر ، فيكون كمن أعطاه الغير سكيناً فقتل نفسه به متعمّداً ، فلا ضمان على المعطي كما لايخفى .

وإن كانا جاهلين فلا ضمان على السبب ، مع اشتراكه المباشر في الجهل وعدم الغرور .