خلافة الرسول بین الشوری و النص

سید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 120/ 108
نمايش فراداده

عن وضوح تامّ لهذه القضيّة ، إذ يختم عثمان حديثه بقوله : (ولقد علمتُ أنّ الاَمر لكم ، ولكنّ قومكم دفعوكم عنه ، واختزلوه دونكم) !

فأكّد ابن عبّاس هذا المعنى في جوابه ، وذكر العلّة فيه كما يراها ، ويرى أنّها لم تكن خفيّةً أيضاً على عثمان ، فيقول : (أمّا صَرفُ قومِنا عنّا الاَمرَ فعن حسدٍ قد والله عرفتَه...) (1).

هذا كلّه وكثير غيره عرفه الصحابة ، وحفظه التاريخ ، لهم أو عليهم !

فحقَّ إذن لقائل أن يقول : إنّ غالبية المسلمين حين توفّي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كانوا مع الاتّجاه الذي يمثّله الامام عليٌّ بن أبي طالب ( ع ) وأصحابه ، لاَنّ النبيّ ( ص ) كان زعيم هذا الاتّجاه (2).

لقد كان عامّة المهاجرين والاَنصار لا يشكّون في أنّ الامام علياً هو صاحب الاَمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

النصّ في حديث عليّ :

واضح جدّاً في قراءة تلك الحقبة من التاريخ أنّ عليّاً عليه السلام هو أكثر مَن تبنّى إظهار النصوص والاِشارات الدالّة على اختياره من الله لخلافة الرسول ، أو النصّ عليه بالاسم .

فكلماته دالّة على ثبوت الخلافة له بعد الرسول بلا فصل ، وأنّ انتقال

(1) أخرجه الزبير بن بكّار في (الموفّقيّات) ، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 9 : 9 .

(2) أحمد عبّاس صالح ، مجلّة (الكاتب) القاهرية ـ يناير 1965 م ، وعنه محمّد جواد مغنية ، الشيعة في الميزان : 431 .