خلافة الرسول بین الشوری و النص

سید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 120/ 65
نمايش فراداده

1 ـ إنّ أمرأةً سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً ، فأمرها أن ترجع إليه ، فقالت : يا رسول الله ، أرأيتَ إنْ جئتُ فلم أجدك ؟ ـ كأنّها تُريد الموت ـ فقال : «فإن لم تجديني فأتي أبا بكر» (1).

وهذا الحديث متّحد عند الشيخين في سلسلة واحدة ، وهي : إبراهيم ابن سعد ، عن أبيه ، عن محمّد بن جُبير بن مطعم ، عن أبيه جُبير بن مطعم: أنّ أمرأةً سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...

فلم يروه من الصحابة إلاّ جُبير بن مطعم ، ولم يروه عن جُبير إلاّ ولده محمّد ، ولم يروه عن محمّد غير سعد (وهو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف) ولم يروه عن سعد غير ولده إبراهيم ! ثمّ أخذه الرواة عن إبراهيم بن سعد !

مناقشة الاِسناد : نظرة واحدة في هذا الاِسناد ، بعيداً عن التقليد ، تُحبط الآمال التي يمكن أن تُعقد عليه :

فجبير بن مطعم : من الطلقاء ، وهو صاحب أبي بكر ، تعلّم منه الاَنساب وأخبار قريش (2)، وكانت عائشة تُسمّى له وتُذكر له قبل أن يتزوّجها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم (3)، وذكره بعضهم في المؤلّفة قلوبهم . وكان شريفاً في قومه بني نوفل وهم حلفاء بني أُميّة في الجاهلية والاِسلام . وهو أحد الخمسة الّذين اقترحهم عمرو بن العاص على أبي موسى الاَشعري

(1) أخرجه البخاري ومسلم في باب فضائل أبي بكر ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7 : 14 ـ 15 ، صحيح مسلم بشرح النووي 8 : 154 ، وانظر : تثبيت الاِمامة وترتيب الخلافة : 90 رقم 56 .

(2) ترجمة جبير بن مطعم في : سير أعلام النبلاء 3 : 95 رقم 18 ، الاِصابة 1 : 226 رقم 1092.

(3) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة 14 : 22 .