خلافة الرسول بین الشوری و النص

سید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 120/ 71
نمايش فراداده

سادة بني هاشم الّذين لم يبايعوا لاَبي بكر إلاّ بعد ستّة أشهر (1)!

فمع هذه الثوابت لايبقى احتمال لصحّة الحديث المنسوب إلى عائشة!

3 ـ حديث : «اقتدوا باللَّذَين مِن بعدي ، أبي بكر وعمر» .

أخرجه الترمذي وابن ماجة (2)، واعتمده كثيرون في إثبات النصّ على أبي بكر وعمر ، أو في إثبات صحّة خلافتهما (3).

لكنّ ابن حزم استهجن كثيراً الاستدلالَ بهذه الرواية ، وعدّه عيباً يترصّدُ أمثالَه الخصوم ، فقال مانصّه : (ولو أنّنا نستجيز التدليس والاَمر الذي لو ظفر به خصومنا طاروا به فرحاً ، أو أبلسوا أسفاً ، لاحتججنا بما روي « اقتدوا باللَّذَين من بعدي أبي بكر وعمر » ولكنّه لايصحّ ، ويُعيذنا الله من الاحتجاج بما لايصحّ) (4).

4 ـ نصوص أُخر نُسبت إلى عليّ عليه السلام ، إمعاناً في سدّ الثغرات ، وقطع الطريق على الخصم ، استبعد المحبّ الطبري صحّة شيءٍ منها لتخلّف عليٍّ عن بيعة أبي بكر ستّة أشهر ، ونسبته إلى نسيان الحديث في مثل هذه المدّة أمر بعيد (5).

(1) السنن الكبرى 6 : 300، تاريخ الطبري 3 : 208 ، مروج الذهب 2 : 316 ، الكامل في التاريخ 2 : 331 ، جامع الاَُصول 4 : 482 .

(2) سنن الترمذي ـ مناقب أبي بكر 5 | 3662 ، سنن ابن ماجة 1 : 97 .

(3) شرح المواقف 8 : 364 ، شرح المقاصد 5 : 266 ، تثبيت الاِمامة : 92 رقم 59 .

(4) الفِصَل 4 : 108 .

(5) الرياض النضرة : 48 ـ 49 .