خلافة الرسول بین الشوری و النص

سید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 120/ 72
نمايش فراداده

وهذا حقٌّ يؤيّده ما اشتهر عن عليّ عليه السلام من ذِكر حقّه في الخلافة (1).

هذه جملة مااعتمدوه من النصوص الحديثية في النصّ على أبي بكر وتقديمه .

ثانياً ـ نصوص من القرآن الكريم :

1 ـ قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الّذينَ آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلِفنّهم في الاَرض كما استخلف الّذين من قبلهم وليمكّنَنّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم ) (2).

قالوا : الخطاب هنا للصحابة ، فوجب أن يوجد في جماعة منهم خلافة يتمكّن بها الدين ، ولم يوجد على هذه الصفة إلاّ خلافة الخلفاء الاَربعة ، فهي التي وعد الله بها (3). حتّى صرّح بعضهم بأنّ الآية نازلة فيهم ، أو في أبي بكر وعمر خاصّةً (4).

وهذا الاستدلال ضعّفه المفسّرون بأمرين :

الاَوّل : إنّ المراد في هذه الآية هو (الوعد لجميع الاَُمّة في ملك الاَرض كلّها تحت كلمة الاِسلام ، كما قال عليه الصلاة والسلام : «زُوِيَتْ لي الاَرض ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، وسيبلغ مُلك أُمّتي مازُوِيَ لي منها»). وأنّ (الصحيح في هذه الآية أنّها في استخلاف الجمهور ،

(1) سيأتي في هذا البحث .

(2) سورة النور 24 : 55 .

(3) شرح المواقف 8 : 364 ، شرح المقاصد 5 : 265 .

(4) تفسير القرطبي 12 : 195 .