(ان ابراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين* شاكراً لانعمه اجتباه وهداه الى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وانه فى الاخرةِ لمن الصالحين)
(سورة النحل آية 120 ـ 122)
حسين بركة الشامي
محمد الحسيني
محمد حسن الامين
عبد الجبار الرفاعي
ابراهيم الموسوي
د. محمد عبد اللاوي
غالب حسن الشابندر
عبد الحق مصطفى
صائب عبد الحميد
ملا اصغر علي جعفر
سامي العسكري
د. طالب عبد الهادي
حسن عبد الحميد السنيد
عادل الربيعي
ملاحظة: (الافكار والآراء الواردة في هذا الكتاب تمثل اصحابها)
الى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر
في الخالدين
اليك و أنت مع الانبياء
نقدم هذه الصفحات
عابقة بشذاك
مشرقة بهداك
موشحة بدماك
علنا نحظى بنظرة حب
او لمسة حنان
أيها الأب والمعلم
الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر يشكل ظاهرة متميزة في عالم الفكر الاسلامي المعاصر، وفي مسيرة الحركة الاسلامية العالمية. فلقد انطوت شخصيته الفذة على العديد من الابعاد التي برز فيها عنصر الابداع والريادة والتجديد في الحقول المختلفة من حقول المعرفة الاسلامية والانسانية.
فقد كان الامام الصدر مرجعاً دينياً حمل لواء التغيير والاصلاح في المؤسسة الدينية (الحوزة العلمية) واعطى للمرجعية القائدة صورتها المشرقة في استيعاب لمشكلات الفرد المسلم والامة المسلمة وحاجتها الى الحل الاسلامي الذي يحقق الانسجام مع الشريعة السمحة ومتطلبات الواقع المتجدد.
وكان المفكر الاسلامي الذي نقل واقع المواجهة الفكرية بين الاسلام وغيره من الفلسفات والعقائد والافكار الاخرى، من خندق الدفاع الى ساحة التحدي والمواجهة، فطرح الاسلام بديلا حقيقياً يشبع حاجات الانسانية المتعطشة وينقذها من التيه والضلال الذي تتخبط فيه.
وكان الداعية الرائد، الذي خطط بوعي وبصيرة، في حمل الدعوة الاسلامية وايصالها الى اوسع قطاعات الامة، وتعبئة الجماهير حول المنهج الاسلامي القويم.
وكان فوق ذلك كله، القائد المجاهد الذي تصدى لاعتى نظام شهده عالمنا اليوم، بشجاعة قل نظيرها، ودافع عن امته وشعبه، وقدّم دمه الزكي قرباناً في طريق كسر القيود الاغلال التي حاول الطغاة تكبيل ارادة الامة بها ومسخ شخصيتها الاسلامية، وسلب ارادتها الحرة.
كان الامام الصدر، ضمير الامة الاسلامية الحي، وقلبها النابض، وعقلها الواعي، وفكرها المبدع، فاستطاع خلال سني عمره القصير ان يقدم لامته الشيء الكثير النادر، وان يعطيها الثر الفذ وان يوصل ماضيها بحاضرها ومستقبلها..
لقد ادرك قيمة الامام الصدر، القلة الواعية من ابناء امتنا الذين وجدوا فيه النموذج الامثل، والزاد الذي لا ينضب في معاركهم الفكرية والسياسية مع اعداء الاسلام.. وجدوا فيه الموقف الجهادي الذي لا يساوم، والنهج الفكري الذي لا يهزم، والروح الكبيرة التي تفيض حباً وحناناً.. وجدوا فيه الاب الحاني والقائد المقدام ففدوه بارواحهم. ونذروا انفسهم للسير في دربه المضمخ بالدم، واكمال شوطه الطويل.
كما عرف منزلة الصدر اعداءه الكثيرون، الذين وجدوا فيه خطراً يهدد مصالحهم، والعقبة الكأداء في طريقهم، والسد المنيع امام مخططاتهم في استعباد الامة المسلمة واضلالها، فخططوا للقضاء عليه، وتصفيته، وأنّى لهم ذلك، فلم يعد الصدر فرداً يموت بقتله، بل اصبح خطاً فكرياً يضرب عميقاً في وجدان الامة، ونهجاً جهادياً يستعصي على محاولات التدجين، وامةً تعشق الشهادة ولا تهاب الموت.. نعم تحول الصدر الى قضية يحملها الدعاة الاسلاميون في كل مكان.. وانشودة يرددها الثائرون على الظلم والطغاة في كل زمان وآن..
و"مؤسسة دار الاسلام" التي هي ثمرة من عطاءات الامام الشهيد الصدر، ونفحة من روحه الطاهرة، يسرها ان تقدم باكورة انتاجها الثقافي وان تخصص كتابها السنوي الاول عن حياة الامام السيد محمد باقر الصدر وعطاءه للامة الاسلامية ومدرسته الفكرية ذات الآفاق الرحبة، والذي شارك في اعداده نخبة من الكتاب والباحثين الاسلاميين الذين فهموا الصدر واحبوه، عرفاناً بالجميل الذي اسداه الصدر لهم ولكل المسلمين.
ولا بد هنا ان نتوجه بالشكر والثناء والتقدير للاخوة الكتّاب والباحثين على دراساتهم الموضوعية وجهودهم العلمية التي بذلوها م ناجل الاحاطة بالجوانب المشرقة لحياة الامام الشهيد الصدر، وابراز المعالم الحية لمدرسته الفكرية والسياسية وابعادها المتعددة. كما نشكر جميع الاخوة والاصدقاء الذين ساهموا بجهودهم المعنوية والفنية في اخراج هذا الكتاب بهذه الصورة الجميلة.
سائلين العلي القدير ان يتقبل هذه الجهود المباركة وان يسدد خطى العاملين لخدمة الاسلام واهله انه ولي التوفيق.
دار الاسلام
لندن ـ 1416 هـ