كذب محرم على صورة الوعد ، كما عرفت في البحث عن حكم خلف الوعد .
و لكن ظاهر جملة من الروايات التي تقدم بعضها في البحث عن جواز الكذب للاصلاح هو جواز الوعد الكاذب للزوجة ، بل لمطلق الاهل ، و عليه فيقيد بها ما دل على حرمة الكذب ، كما يقيد بها ايضا ما دل على وجوب الوفاء بالوعد لو قلنا به ، و الله العالم .
إلا ان يقال بعدم صلاحية ذلك للتقييد ، لضعف السند .
حرمة الكهانة قوله : ( التاسعة عشرة : الكهانة ) .
أقول : ما هي الكهانة ؟ و ما حكم الرجوع إلى الكاهن ؟ و ما حكم الاخبار عن الامور المستقبلة ؟ .
اما الكهانة فهي في اللغة ( 1 ) الاخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان ، و قيل هي عمل يوجب طاعة الجان للكاهن ، و من هنا قيل : إن الكاهن من كان له رأي من الجن يأتيه الاخبار .
و هي قريبة من السحر أو اخص منه .
و العراف ( 2 ) هو المنجم و الكاهن ، و قيل : العراف كالكاهن ، إلا ان العراف يختص بمن يخبر عن الاحوال المستقبلة ، و الكاهن بمن يخبر عن الاحوال الماضية .
و كيف كان فالكهانة على قسمين : الاول : ان يخبر الكاهن عن الحوادث المستقبلة لاتصاله بالشياطين القاعدين مقاعد
1 - في تاج العروس : كهن له قضى بالغيب ، و في التوشيح : الكهانة بالفتح ، و يجوز الكسر ادعاء علم الغيب . قال ابن الاثير : الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ، و يدعي معرفة الاسرار . فمنهم من يزعم ان له تابعا من الجن و رأيا يلقي اليه الاخبار . و منهم من كان يزعم انه يعرف الامور بمقدمات و أسباب يستدل بها على مواقعها . و هذا يخصونه بإسم العراف الذي يدعي معرفة الشيء المسروق و مكان الضالة و نحوها . و في مجمع البحرين : ان الكهانة كانت في العرب قبل البعث فلما بعث النبي صلى الله عليه و آله حرست السماء و بطلت الكهانة . و عمل الكهانة قريب من السحر أو أخص منه . 2 - في تاج العروس : العراف كشداد ، قال ابن الاثير : العراف المنجم ، أو الذي يدذعي علم الغيب . و في مفردات الراغب : العراف كالكاهن إلا أن العراف يختص بمن يخبر بالاحوال المستقبلة و الكاهن بمن يخبر عن الاحوال الماضية .