لقد أصبح عالمنا المعاصر يشهد إحباطات متتالية وموضات مختلفة في الفكر والسياسة والعلاقات الاجتماعية بل والدولية.
فلغة القوة والعنف أصبحت اللغة السائدة اليوم، والقهر والظلم والاضطهاد سمات ظاهرة، والارهاب والتشويش الفكري والحضاري يترك بصماته على كلّ المجالات حتى ليصحَّ القول: إنَّ الدنيا بدأت تمتلىء ظلماً وجوراً وطغياناً وكفراً.
إنَّ المعايير الاَخلاقية والاِنسانية لا يكاد يحتكم اليها. وإنَّ قيم العدالة والاِنصاف لا يعتمد عليها إلاّ نادراً، وإنَّ منطق العلم وقواعد المنطق الصحيح لم تعد لها المرجعية والحسم إلاّ في مناسبات محدودة وموارد معدودة.
إنَّ هذه الظواهر أصبحت مشخّصة في أكثر المجتمعات البشرية بما لايحتاج معه إلى البرهنة عليها.
وفي مثل هذه الاَجواء المشحونة بالخوف من المستقبل والملبّدة بسُحبٍ كثيفة تكاد تحجب الحقائق الناصعة، وفي ظل هواجس ومخاوف يعيشها الاِنسان المسلم وبخاصةٍ بعد أن مارسَ ضده الاعلام الغربي ـ بكل أساليبه الخبيثة ـ عمليات غسل الدماغ والتلويث الفكري تحت شعارات