عمّاله؟!
فنظر علي (عليه السلام) إلى من حوله، ثم أغرورقت عيناه بالدموع، ثم قال: " شكر له ضربة ضربها فاطمة (عليها السلام) بالسوط فماتت وفي عضدها أثره كأنّه الدملج "(1).
[93] وروى ابن أبي عياش عنه قال: كنت عند عبد الله بن عباس في بيته ومعنا جماعة من شيعة علي (عليه السلام) فحدثنا، فكان فيما حدّثنا أن قال:
يا إخوتي! توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم توفي، فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدّوا وأجمعوا على الخلاف.
واشتغل علي بن أبي طالب (عليه السلام) برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتّى فرغ من غسله وتكفينه وتحنطيه ووضعه في حفرته، ثم أقبل على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن همّته الملك، لما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبره عن القوم، فافتتن الناس بالذي افتتنوا به من الرجلين، فلم يبق إلاّ علي (عليه السلام)وبنوهاشم وأبو ذر والمقداد وسلمان، في أُناس معهم يسير.
فقال عمر لأبي بكر: يا هذا! إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته، فأقسم عليه فجلس، ثم قال: يا قنفذ! انطلق فقل له: أجب أبا بكر، فأقبل قنفذ فقال: يا علي! أجب أبا بكر، فقال علي (عليه السلام): " إني لفي شغل عنه، وما كنت بالّذي أترك وصيّة خليلي وأخي وانطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور.. " فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر، فوثب عمر غضبان، فنادى خالد بن الوليد وقنفذاً فأمرهما أن يحملا حطباً وناراً، ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي ـ وفاطمة (عليها السلام) قاعدة خلف الباب قد عصبت رأسها، ونحل جسمها في وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ فأقبل عمر حتّى ضرب الباب ثم نادى: يابن أبي طالب! افتح الباب.
1. كتاب سليم: 134 (الطبعة المحقّقة: 2/675)، عنه بحار الأنوار: 30/303.