هجوم علی بیت فاطمة (ع)

مهدی‏ عبد الزهراء

نسخه متنی -صفحه : 478/ 228
نمايش فراداده

ورسوله وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها ; فكلّ يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه.. إلى أن قال (عليه السلام) ـ في ذكر ما يقع في الرجعة ـ: ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين (عليه السلام) وهنّ صارخات وأُمّه فاطمة تقول: ( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )(1) الـ ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوء تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً )(2).

قال: فبكى الصادق (عليه السلام) حتى اخضلت لحيته بالدموع ثم قال: " لاقرّت عين لا تبكي عند هذا الذكر ".

قال: وبكى المفضّل بكاء طويلاً ثم قال: يا مولاي! ما في الدموع... فقال: ما لا يحصى إذا كان من محق(3).

ثم قال المفضّل: يا مولاي! ما تقول في قوله تعالى: ( وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْب قُتِلَتْ )(4).

قال: " يا مفضّل: والمؤودة ـ والله ـ محسن ; لأنه منّا لا غير، فمن قال غير هذا فكذّبوه ".

قال المفضّل: يا مولاي! ثم ماذا؟

قال الصادق (عليه السلام): " تقوم فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتقول:

1. الأنبياء (21): 103.

2. آل عمران (3): 30.

3. خ. ل: فبكى المفضّل طويلاً ويقول: يابن رسول الله! إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم، فقال له الصادق (عليه السلام): " ولا كيوم محنتنا بكربلاء، وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم (عليهم السلام)وفضّة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ ; لأنه أصل يوم العذاب ".

4. التكوير (81): 8 ـ 9.