هجوم علی بیت فاطمة (ع)

مهدی‏ عبد الزهراء

نسخه متنی -صفحه : 478/ 27
نمايش فراداده

ويظهر من سائر الروايات أنّهم تعاقدوا قبل ذلك أيضاً في الكعبة في عدد يسير ; وهم: عمر، وأبو بكر، وأبو عبيدة، وسالم، ومعاذ بن جبل، وعبد الرّحمن بن عوف، والمغيرة بن شعبة(1)..

أقول: ويدلّك على تعاقد القوم وتدبيرهم في أمر الخلافة من قبل أُمور:

الأوّل: إحالة كل واحد من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة أمر الخلافة إلى الآخر وعرض البيعة عليه، من دون مشاورة سائر الناس، فهل يكون اتّفاق هؤلاء الثلاثة وبعض من عاونهم إجماع المسلمين؟!

وهل كانوا وكلاء المسلمين في انتخاب الخليفة؟! هل يكون اعتبار الشورى مختصاً بتشاور هؤلاء؟!

الثاني: إنكار عمر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل مجيء أبي بكر لإغفال الناس عن أمر الخلافة، فما زال يتكلّم ويتوعّد المنافقين ـ بزعمه ـ، حتّى ازبدّ شدقاه(2)!!.. وسكوته بعد مجيء أبي بكر.

وفي رواية: وجلس عمر حين رأى أبا بكر مقبلاً إليه(3)، بل في غير واحد من المصادر أنه دعا إلى بيعة أبي بكر عقيب ذلك من دون فصل(4).

الثالث: مسارعة أبي بكر إلى الكلام عقيب ذكر وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وترشيحه نفسه لأمر الخلافة، وفي رواية إنّه قال: ألا وإنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مضى لسبيله، ولابدّ لهذا الأمر من قائم يقوم به، فدبّروا وانظروا وهاتوا ما عندكم رحمكم

1. راجع الكافي: 8/179 ـ 180، 334 ; الصراط المستقيم: 3/153.

2. تاريخ الخميس: 2/167 ; جامع الاحاديث الكبير: 13/260.

3. كنز العمال: 7/245.

4. الطبقات لابن سعد: 2/ ق 2/54 ; مسند أحمد: 6/220 ; أنساب الأشراف: 2/238 ; السيرة، لابن كثير: 4/480 ; تاريخ الإسلام، للذهبي: 1/564 ; نهاية الارب: 18/387 ; مجمع الزوائد: 9/32 ; كنز العمال: 7/232 ; جامع الأحاديث: 13/16.