أزمة الخلافة و الإمامة و آثارها المعاصرة عرض و دراسة

أسعد القاسم

نسخه متنی -صفحه : 311/ 110
نمايش فراداده

الفصل السادس: خلافة معاوية بن أبي سفيان

الفصل السادس

خلافة معاوية

وجاء الملك العضوض

وأخيراً صفا الجو لمعاوية بعد مقتل الإمام علي عليه السلام وتسليم الحسن عليه السلام الخلافة إليه، وعندما دخل الكوفة، خطب بالناس هناك معبراً عن حقيقة نواياه تجاه الخلافة والحكم قائلاً: (إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون) (1). وبشأن ما صالح عليه الحسن عليه السلام قال: (ألا وإن كل شئ أعطيته الحسن فتحت قدمي هاتين) (2).

والحقيقة فإن سلوك معاوية طوال مدة خلافة، بل ومنذ أن ولاه الخليفة عمر بن الخطاب ولاية الشام، في الولاية والحكم كان مصداقاً لسلوك الملك المستبد، وهو لم يضع تحت قدميه معاهدة صلحه مع الإمام الحسن عليه السلام فقط، وانما قام بإنزال تعاليم الاسلام الربانية وقيمه السامية ذلك المنزل أيضاً. وإضافة لكل ما ذكرناه بشأن معاوية في مواضع سابقة، سترى فيما يلي بعض الشواهد الصارخة التي تؤكد هذه الحقيقة:

(1) تاريخ ابن كثير، ج 8 ص 131.

(2) مقاتل الطالبيين للأصفهاني.