عقائد السنة و عقائد الشیعة

صالح الوردانی

نسخه متنی -صفحه : 208/ 2
نمايش فراداده

كلمة المركز

يواجه المسلمون، في هذا الزمن، أعداء أقوياء يهددون وجودهم الفاعل نفسه. وهؤلاء الأعداء كثر، ويتمثلون بخاصة في الغرب الإستعماري وطليعته المتقدمة: الصهيونية التي غرسوها في قلب بلاد المسلمين: فلسطين، وما انفكوا يتعهدونها بالمال والسلاح ومختلف صنوف الرعاية لتبقى متفوقة ومهيمنة.

في مواجهة هذا الخطر الداهم، علاوة على مواجهة مشكلات النمو والتقدم، يحتاج المسلمون إلى الوحدة القائمة على أسس راسخة لا يمكن للرياح السياسية المتقلبة أن تعصف بها.

لا بل نذهب إلى أبعد من ذلك، فنرى أن الحاجة ماسة إلى وحدة لا يستطيع تقلب الرياح السياسية أن ينال من ثباتها، وهذه الوحدة ليست قصية المنال، وإنما هي قريبته، إن عرف المسلمون السبل إليها، وسعوا بصدق المؤمنين وعزمهم إلى تحقيقها.

والخطوة الأولى تبدأ بمعرفة سبب التفرقة بين المسلمين...

يتمثل هذا السبب، كما يري مؤلف هذا الكتاب، قي ما أدخل على العقيدة من آراء الناس لأسباب عديدة، أبرزها الأسباب السياسية، وصار، عند بعضهم، جزءا منها يلزم الإقرار به.

يدرك المؤلف هذه الأمور جميعها، ويحدد ما يريد الوصول إليه، وهو التفريق بين العقيدة الإسلامية وبين العقيدة الوضعية وتحديد ماهية الأولى وأصولها وتميزها من الثانية..، وبيان عدم جواز أمرين: أولهما الخلط بين العقيدتين، وثانيهما اعتبار بعضهم المساس بالجزء الوضعي مساسا بالجزء الإلهي.