مدلولاتها على ضوء اللغة والعقل مثل قوله تعالى: (ووجدك ضالا فهدى) وقوله تعالى: (والرجز فاهجر) وقوله: (.. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان..) وقوله: (فلا تكونن ظهيرا للكافرين) وقوله: (عبس وتولى) وقوله: (سنقرئك فلا تنسى).. (1).
يقول السيد شبر: والعصمة عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها. كجائز الخطأ. وليس معنى العصمة أن الله يجبره على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها. كقوة العقل وكمال الفطنة والذكاء ونهاية صفاء النفس وكمال الاعتناء بطاعة الله تعالى: ولو لم يكن قادرا على المعاصي بل كان مجبورا على الطاعات لكان منافيا للتكليف وعدم الإكراه في الدين. والنبي أول من كلف، حيث قال: فأنا أول العابدين وأنا أول المسلمين، وقال تعالى: (فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين) الحجر / 99. ولأنه لو لم يكن قادرا على المعصية لكان أدنى مرتبة من صلحاء المؤمنين القادرين على المعاصي التاركين لها (2).
إن شخصية الرسول عند الشيعة الإمامية هي شخصية متكاملة متجانسة مع روح الإسلام وطبيعة الوحي، وليست شخصية مهزوزة متقلبة ضعيفة الجذور متلونة أخلاقيا..
من هنا فإن الشيعة يرفضون وبقوة أي مساس بشخص الرسول كالسحر والخطأ والنسيان وتعرية حياته الشخصية ومشاركة بعض الصحابة له في شؤون الوحي ونسبة الكفر إلى والديه وعمه.. (3).
(1) أنظر عصمة الأنبياء. وكتب التفسير الخاصة بالشيعة مثل الميزان ومجمع البيان. وكتب العقائد
الشيعية وتنزيه الأنبياء للشريف المرتضى - ط. بيروت. (2) حق اليقين، ج 1. (3) هناك الكثير من الأحاديث عند أهل السنة تؤكد نظريتهم في شخص الرسول وكونه يسحر ويخطئ
وينسى. كما أن هناك أحاديث تفضح الحياة الخاصة للرسول. انظر حديث الغرانيق في مجمع
الزوائد، ج 7. والدر المنثور للسيوطي ج 4. وفيه اتهام صريح للرسول بالسهو في القرآن حتى أنه
قرأ في سورة النجم: تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى.. بعد قوله تعالى: (أفرأيتم اللات =>