استحال نسخه قبل فعله ، وإلا استحال أمره به .
هـ ـ إن كان أمره بالناقوس بالوحي لم يكن له تغييره إلاّ بوحي مثله ، فان كان الاذان بوحي فهو المطلوب وإلاّ لزم الخطأ ، وإن لم يكن الامر بالناقوس بالوحي كان منافياً لقوله تعالى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) (1) .
و ـ كيف يصح استناد هذه العبادة الشريفة العامة البلوى المؤبدة الموضوعة علامة على أشرف العبادات وأهمها إلى منام من يجوز عليه الغلط ! والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يلق عليه ، ولا على أجلاء الصحابة ؟
ز ـ أهل البيت (عليهم السلام) أعرف بمواقع الوحي والتنزيل ، وقد نصوا على أنه بوحي .
قال الباقر (عليه السلام) : « لما أُسري برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبلغ البيت المعمور حضرت الصلاة فأذّن جبريل (عليه السلام) وأقام ، فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فصف الملائكة والنبيون خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) » .
ومثل هذا الذي تعبّد به الملائكة وغيرهم يستحيل إستناده إلى الاجتهاد الذي تجوزونه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(2) .
(1) سورة النجم : 3 .
(2) تذكرة الفقهاء 3/38 ـ 39 .