لا تخونوا الله و الرسول

صباح علی البیاتی

نسخه متنی -صفحه : 318/ 22
نمايش فراداده

وحدك ، فقال أبوبكر : وما عسيتهم أن يفعلوا بي ، والله لاتينهم ، فدخل عليهم أبوبكر ، فتشهد علي فقال : إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ، ولم ننفس عليك خيراً ساقه الله إليك ، ولكنك استبددت علينا بالامر ، وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نصيباً ، حتى فاضت عينا أبي بكر ، فلما تكلم أبو بكر قال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)أحب إلي أن أصل من قرابتي ، وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الاموال فلم آل فيها عن الخير ، ولم أترك أمراً رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يصنعه فيها إلاّ صنعته ، فقال علي لابي بكر : موعدك العشية للبيعة ، فلما صلى أبوبكر الظهر رقى على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ، ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكاراً للذي فضله الله به ، ولكنا نرى لنا في هذا الامر نصيباً ، فاستبد علينا ، فوجدنا في أنفسنا ، فسر بذلك المسلمون وقالوا : أصبت ، وكان المسلمون إلى علي قريباً حين راجع الامر بالمعروف(1) .

الملاحظ على هذه الرواية ، أن فيها اعترافاً صريحاً بأن أمير

(1) صحيح البخاري 5/177 ـ 178 باب غزوة خيبر ، صحيح مسلم 3/1380 كتاب الجهاد والسير .