لا تخونوا الله و الرسول

صباح علی البیاتی

نسخه متنی -صفحه : 318/ 300
نمايش فراداده

عليه ، فالانسان القادر على الخير لا يقدر على ضده وبالعكس(1) .

اما استشهاد الشيخ بحديث « لكل أمة مجوس ومجوس هذه الامة الذين يقولون لا قدر » فهذا الحديث وأمثاله من الاحاديث التي حرّفها البعض من السائرين في ركب بني أُمية ، لان بني أُمية كانوا قدرية ، إذ أثبتوا القدر لتبرير جرائمهم ، ولاجل أن تنطلي الحيلة على الناس قلبوا حديث « القدرية مجوس هذه الاُمة » فجاؤوا بهذه الصيغة التي ذكرها الشيخ أو بصيغة « القدرية يقولون : الخير والشر بايدينا » أو « القدرية يقولون : لا قدر » وقد أورد ابن الجوزي هذه الاحاديث في كتابه العلل المتناهية(2) وبيّن ضعفها .

والحديث الذي استشهد به الشيخ موجود في سنن أبي داود(3) .

وفي سنده عمر مولى غفرة ، عن رجل من الانصار ، عن حذيفة ، فالانصاري هذا مجهول ، وأما عمر مولى غفرة فقد ضعفه ابن معين والنسائي وتركه مالك ، وقال : فيه ابن حبان : كان يقلب الاخبار ، لا يحتج بحديثه(4) وعبارة ابن حبان واضحة في أن هذا الراوي كان

(1) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : 315 ـ 317 .

(2) العلل المتناهية 1/152 ، 162 .

(3) سنن أبي داود حديث 4692 .

(4) تهذيب التهذيب 7/415 .