إنتقال الصعب فی المذهب و المعتقد

إدریس الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 370/ 43
نمايش فراداده

الفصل الثاني مرحلة التحول والانتقال

دوت المدافع في آفاق الخليج، وحمي الوطيس، واهتزت الأوضاع الأرضية والسياسية في المنطقة. انتشر الغضب الشيعي في كل مكان من الدنيا. وفي كل الأصقاع سجلت عمليات كفاحية تبعث بأريج الدم الحسيني. خلدت وراءها الدمار، والكوارث السياسية والاجتماعية. التاريخ الآن يضحك بقوة. ويرفع صوته عاليا ليهوى به على الهامات الذليلة. فيدع عليها الأخاديد الحمراء، عارا ظل يرفس في رحاب الجبروت، ليعلن حقه في عصر الكفاح.

اختلف الناس مشارب عديدة. إزاء ما جرى في هذه المنطقة. البعض ضاقت في عينيه الرؤية فأولها بمحدودية ذهنية. والبعض الآخر رأى فيها نارا على علم الرذيلة قد اشتعل. وكشفا مباغتا عن وضع بات منوما حينا من الدهر لم يكن فيه للحق سلطان.

أعادت النهضة الشيعية شرف قضيتها، وأبرزت على العالم، كل العالم، سؤالا كنا نظن أنه انتهى وأقبر مع الغابرين. وأن العصر لا يتسع لمثل هذا من التساؤلات (الظلامية) المسبوكة بخيوط العنكبوت العتيقة.

قالوا: إنه صراع قديم.

قلنا: وهل حسمتموه، حتى ننهيه؟!.

قالوا: تلك فتنة طهرنا الله منها. وليس لنا مصلحة في استحضارها والخوض فيها