محاضرات فی الاعتقادات

السید علی الحسینی المیلانی

جلد 1 -صفحه : 344/ 334
نمايش فراداده

الفصل الثاني في بحوث تتعلق بمسألة المهدي على ضوء كتب السنة

الفصل الثاني

هناك بحوث تدور حول روايات في كتب السنّة تخالف هذا الذي انتهينا إليه، ولربّما اتّخذ بعض العلماء من أهل السنّة ما دلَّت عليه تلك الروايات عقيدةً لهم، ودافعوا عن تلك العقيدة، إلاّ أنّنا في بحوثنا حقّقنا أنّ تلك الروايات المخالفة لهذا العقيدة، إمّا ضعيفة سنداً، وإمّا فيها تحريف، والتحريف تارةً يكون عمداً، وتارة يكون سهواً، وتلك البحوث هي:

أوّلاً: الخبر الواحد الذي ورد في بعض كتبهم في أنّ "المهدي هو عيسى ابن مريم"(1)، فليس من هذه الأُمّة، وإنّما المهدي هو عيسى بن مريم، فالمهدي الذي أخبر به رسول الله في تلك الروايات الكثيرة المتواترة التي دوّنها العلماء في كتبهم، وأصبحت روايات موضع وفاق بين المسلمين، وأصبحت من ضمن عقائد المسلمين، المراد من المهدي في جميع تلك الروايات هو عيسى بن مريم.

وهذه رواية واحدة فقط موجودة في بعض كتب أهل السنّة.

وثانياً: الخبر الواحد الذي ورد في بعض كتبهم من أنّ "المهدي من ولد العباس"(2)، فليس من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

وهذا كأنّه وضع في زمن بني العباس لصالح حكّام بني العباس.

1- المنار المنيف لابن قيم الجوزية: 148، كنز العمال 14/263 ح38656.

2- المصدر نفسه: 149، كنزالعمال: 14/264 ح38663.