محاضرات فی الاعتقادات

السید علی الحسینی المیلانی

جلد 2 -صفحه : 228/ 181
نمايش فراداده

حوادث بغداد، بواسطة واحدة فقط، ولا ذكر في هذا الكتاب حيث يذكر الحوادث لخواجة نصيرالدين في القضيّة أصلاً، لا من قريب ولا من بعيد.

نعم يذكر اسم الخواجة مرّةً واحدةً، حيث يبيّن دخول ابن العلقمي على هولاكو.

ابن العلقمي كان وزير المستعصم العباسي، أصبح بعد المستعصم العباسي من الشخصيّات المرموقة في بغداد، وينسب إليه أيضاً من قبل بعض كتّاب السنّة ـ السابقين واللاّحقين ـ أنّ له يداً في سقوط بغداد، لكن بحثنا الآن في خواجة نصيرالدين وليس في ابن العلقمي، وبإمكانكم أن ترجعوا إلى كتاب أعيان الشيعة للسيّد الأمين العاملي رحمه الله يذكر هناك ما يقال عن ابن العلقمي وبراءة ساحة هذا الرجل أيضاً.

ففي كتاب الفخري في الآداب السلطانيّة يذكر الشيخ نصيرالدين الطوسي مرّةً واحدةً بمناسبة أنّ الشيخ نصيرالدين كان واسطة في دخول هذا الوزير، أي ابن العلقمي على هولاكو، يقول: وكان الذي تولّى ترتيبه في الحضرة السلطانيّة الوزير السعيد نصيرالدين محمّد الطوسي قدّس الله روحه(1).

الرجوع إلى أبي الفداء:

ثمّ ننتقل إلى تاريخ أبي الفداء، المولود سنة 672 والمتوفى سنة 732، وهذا قريب العهد بالواقعة، لأنّ الواقعة كانت سنة 656، وهذا مولود في سنة 672، أي بعد سنوات قليلة، ومتوفى في سنة 732.

فنراه يذكر قضيّة فتح بغداد، واستيلاء المشركين والتتر على بغداد، وانقراض الحكومة العبّاسيّة، يقول: في أوّل هذه السنة ـ سنة 656 ـ قصد هولاكو ملك التتر بغداد، وملكها في العشرين من المحرّم، وقتل الخليفة المستعصم بالله، وسبب ذلك أنّ وزير الخليفة مؤيّد الدين ابن العلقمي كان رافضيّاً، وكان أهل الكرخ أيضاً روافض، فجرت

1- الفخري في الآداب السلطانية: 338.