نجاة فی القیامة فی تحقیق أمر الإمامة

میثم بن علی بن میثم البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 195/ 113
نمايش فراداده

سلمنا أن المولى يفيد الأولى فلم قلتم: إن ذلك يدل على الإمامة؟

قوله في الوجه الأول: إن أهل اللغة لا يستعملون ذلك إلا فيمن يملك التدبير والتصرف.

قلنا: لا نسلم بل قد جاء في القرآن لغير ذلك قال الله تعالى: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) *(1) فأخبر أن أتباع إبراهيم كانوا أولى به، ومعلوم أنهم ليسوا بأولى بالتصرف فيه، فكذلك أتباع السلطان يقولون: نحن أولى بسلطاننا، والتلامذة: نحن أولى بأستاذنا، وليس المقصود إلا الأولوية في أمر ما، لا في التصرف فقط، لأن صحة الاستفهام عما هو فيه والتوكيد بذكره(2) دليلان على الاشتراك.

قوله في الوجه الثاني: إن قولنا: فلان أولى بي من نفسي، وإن كان لا يقتضي الأولوية في التصرف إلا أنه ها هنا كذلك، لأنه لما كان قوله (عليه السلام):

" ألست أولى بكم منكم بأنفسكم " معناه أولى بالتصرف فيكم، وجب أن يكون قوله: " فعلي مولاه أولى بكم من أنفسكم في التصرف فيكم ".

قلنا هذا أيضا ممنوع بدليل حسن الاستفهام والتوكيد.

[ بداية الإجابة عن الشبهات ]:

لأنا نجيب:

عن الأول: أن العلم بصحته ضروري من التواتر.

قوله: هذه مكابرة إذ ليس العلم له كوجود مكة وغيرها من المتواترات.

(1) آل عمران: 68.

(2) في نسخة " عا ": نذكره، غلطا.